صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: «آمين، آمين، آمين.. سألوا عن ذلك.. فقال: إن جبريل أتاني فقال من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فمات فدخل النار، قل آمين.. فقلت آمين.
قال فمن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبره فمات فدخل النار، قل آمين، فقلت آمين.
قال ومن ذكرت عنده يا محمد فلم يصل عليك، فمات فدخل النار قل آمين فقلت آمين».
فهذا من أدرك رمضان ولم يفعل الأفعال التي تنجيه من النار وتقربه من الله، فما بالك بالذي لا يصوم رمضان بدون عذر؟ باب التوبة مفتوح وعليك أن تحمد الله أن منحك فرصة ولم يتوفك وأنت بهذه الحال.
وقال صلى الله عليه وسلم «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
ما تقدم من ذنبه بمعنى «بالأمس.. قبل أيام.. قبل سنوات.. منذ ولدت.. منذ بلغت وكلفت»، غفر لمن صام هذا الشهر! ليكون صفحة جديدة بيضاء!
رمضان ليس كسائر الشهور، تكبد الشياطين بالسلاسل وتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، والأجور فيه مضاعفة، والرحمات فيه متنزلة.
والدعاء فيه مستجاب، والعمرة فيه كحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه ليلة خير من ألف شهر ليلة القدر.. تتغير فيها الأقدار والدعاء فيها يرد القضاء ويصلح الأحوال.
يقول المولى عز وجل:(يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).
من ثمار التقوى:
المخرج من كل ضيق، والرزق من حيث لا يحتسب العبد.. السهولة واليسر في كل أمر.. نور البصير.. محبة الله ومحبة ملائكته والقبول في الأرض.. نصرة الله عز وجل وتأييده وتسديده.. البركات من السماء والأرض.. الحفظ من كيد الأعداء ومكرهم.. حفظ الذرية الضعاف بعناية الله تعالى.. سبب النجاة من عذاب الدنيا وغيرها كثير!
«فأساس الصيام هو تقوى الله.. وان يكون هذا الشهر زيادة للتقرب إلى الله، والابتعاد عن المعاصي الذي سبب في قلة التوفيق والهم والغم والضيق وتكالب الحياة، وان يضع الإنسان له خطة يلتزم بها بختم القرآن، فمن ختم القرآن فله دعوة مستجابة، الاذكار، المحافظة على صلوات الفريضة والإكثار من النوافل، الصدقات، كف اللسان عن الغيبة والنميمة والشتم، كف الأخلاق عن السوء، وبدء صفحة بيضاء مع من حولنا ونعفو ونصفح ونجعل هذا الشهر بداية لكل خير وتواصل».
ورأيت بعض الناس أصبح رمضان بالنسبة لهم كالزي الذي يلبس ويخلع، يأتي رمضان فيلبسونه، وإذا انقضى أو شارف على الانقضاء خلعوه وعادوا إلى غفلتهم، بل إن البعض يخلعه مع أذان الإفطار!! وكأنهم يعبدون رمضان أو الصيام لا رب رمضان!
فهو فرصة عظيمة؛ لتهذيب انفسنا والابتعاد عن الأشياء السيئة التي نفعلها، فليس لنا فيها مجاهدة إلا انفسنا، فالشياطين مكبدة في سلاسل.
وثق تماما أنها فرصة عظيمة حرم منها غيرك، وانت رأيت من كان حولك في رمضان الماضي والذي قبله، وهم الآن تحت التراب.
فلا تضيع هذه الفرصة وتجعله كسائر الأيام، فوالله إنها نعمة عظيمة أن اصطفاك الله عن غيرك لتصوم شهره، فهذه فرصة من الله فلا تضيعها!
[email protected]
[email protected]