تكلمت في المرة السالفة عن النساء بشكل عام.. من هن بناتنا وأخواتنا وكيف لهن فضل علينا.. والآن سأتكلم بشكل خاص عن المرأة «الزوجة والأم» وأعلم أني مهما تكلمت سأبخس حقهن، ولكن أسأل الله التوفيق.. جميعنا يعلم يا الأحبة أن فضل النساء كبير، ولكن أكثرنا يجهل ذلك أو يحاول نسيانه.. فهي عندما تكون زوجة: تأتي ويأتي الرزق معها كما اخبر ابن عباس.. ولمن يسأل كيف ذلك سأقول لكم.. يقول الله تعالى في كتابه الحكيم «إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ» قال ابن عباس عن هذه الآية التمسوا الغنى بالنكاح.. يعني بالزواج.. فهذه أول بشارة للرجال الذين هم مقبلون على الزواج.. فالرجل مهما يكون بضائقة مالية فالزواج سيفتح له أبواب رزق من كل فجّ!
فالزوجة يا الأحبة بركة.. ليس فقط بالرزق حتى في تكوين شخصية الرجل.. ولا أخفيكم سرا فالزوجة ما ان تتزوج الرجل حتى تصبح أمه قبل ان تصبح زوجته، ان كان به ما به من صفات سيئة فالزوجة الوحيدة القادرة من بعد الله سبحانه وتعالى على تغييره.. فلذلك يقولون: «زوجوه يعقل» بالفعل الزواج يهذب ويجعل للمجنون عقلا!
وإن جئت للمرأة (الأم) فهنا حقا قلمي سيجف قبل ان ينتهي كلامي عنها..فهي: البركة، الحب، الحنان، القوة، الأمان.. يظل الشخص طفلا بوجود والدته، ما أن تموت إلا ويشيخ فجأة..يكفي بالأم فخرا مهما فعلت لها من نكران جميل وألم.. تظل تدعو لك بالخير ولا ترضى أن يمسك أحد ..ولو خيروا الأم بين أن تخسر حياتها أو حياتك.. ستختار أن تخسر حياتها دون تردد وألا يصيبك أي أذى..فنصيحة أخيرة لمن هجر وجحد والديه: لا تقربوا البعيد، وتبعدوا عنكم اقرب لكم من أنفسكم.. فسنّة الحياة أن يقطع الحبل السري عن والدتك عنـدما تولد ولكن لا تقطع صلتك بها ووالدك بغبائك.. وانشغالك في الدنيا.. الوالدان باب لا تحاول أن تخدشه أو تكسره أو تمسه.. فوالله إن كتب الله له السقوط فستندم على كل لحظة لم تكن بقربهما فيها.. وقتها لن تستطيع ان ترجع الوقت لإقامة سقوط ذبلك الباب!
y_alotaibii@
[email protected]