في كثير من الأحيان ربما نحزن لتأخر أمر كنا ننتظره طويلا..
سواء «وظيفة.. زواج.. أبناء أو المال».
فمنّا من يتشكى ومنّا من يسخط.. والعاقل فقط من يحمد الله ويعلم يقينا أن أمره كله له خير..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وان أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له».
ولكن في بعض الأحيان لا ألوم من يتعجل رزقه، أو على شيء يريده فقد قال الله عن الإنسان «خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون»
فهكذا نحن جبلنا..
على الاستعجال في كل أمر..
لكن سأروي لكم قصة ربما تصبّر من لا صبر له.. وتزيد ثقة من وثق بالله..
موسى عليه السلام ماذا جرى له؟
ولد في قصر فرعون وتربى فيه سنين حتى شد عضده ثم قتل نفسا خطأً.. فخرج من مصر خائفا يترقب.. من غير زاد ولا مركب، وعندما وصل إلى وجهته إلى مدين بعد مسيرة ثمانية أيام.. رأى هاتين الفتاتين وحدهما تريدان أن تسقيا ولا تستطيعان.. فساعدهما وسقى لهما، ومن ثم أستأجره والدهما لالعمل عنده على ان يزوجه احدى ابنتيه.. فعاش معهم 10 سنين وعندما انتهت المدة وخرج من مدين ضل الطريق.. فرأى نارا.. ذهب ولم يخطر بباله أنه سيقابل ربه ويكلمه.. لم يعلم أن فرج الله قد أتى.. وعندما قصد النار قال ربه له: «ثم جئت على قدر يا موسى».
بمعنى: وجئت بالموعد الذي كتبته لك، لم تتأخر عنه ولم تتقدم.. جئت مثلما كتبت وقدرت..
هل تخيلتم كم المدة التي انتظرها موسى؟! ولكن في النهاية جاء الفرج وأتى بالموعد الذي كتبه الله رغم أنف مَن أبى..
فهذه رسالة لكل من: انتظر وطال انتظاره..
لذلك الشاب الذي ينتظر الوظيفة..
ولتلك الفتاة التي تنتظر زفافها..
وذلك الزوج الذي ينتظر المولود..
تأكد أن فرج الله قريب وأن«مع العسر يسرا»
ولكن اصبر واحتسب واتق الله يجعل لك من كل أمر فرجا ويرزقك من حيث لا تحتسب!
فاللهم يا مقدر الأقدار ويا مسبب الأسباب اكتب لنا وللمسلمين أقدار الخير، والسعادة واصرف عنّا وعن المسلمين أقدار الشر والتعاسة.
[email protected]
y_alotaibii@