إلى كل من لديه أب على قيد الحياة.. (انتبه)
وإلى كل من رحل أبوه عن قيد الحياه.. (لا تنسه)
مهما بلغ الأبناء من العمر ما بلغوا وكبروا ينظر إليهم الأب بأنهم أطفاله الصغار.. الذين يحبهم ويعطف عليهم.. ويسأل عنهم في كل حين..
ومن الطرائف ان رجلا بلغ من العمر 90 عاما وابنه 70 عاما.. كانا اذا ذهبا إلى المسجد وانتهيا يقول الأب لابنه ذي السبعين عاما.. «قم يا ولد خذني للبيت»..
فما بالك بالذي يظن أنه أصبح رجلا أو تلك التي تظن أنها أصبحت امرأة.. فيرفع كل منهما صوته على والديه.. بأبسط الأشياء إلى أكبرها.. ولا يراعي مشاعره.
مثل ذلك الابن عندما يحادثه والده فيعبس وجهه ويحسب الدقائق والثواني حتى تنتهي.. وينتهي كلامه.. وكأنه ثقل على عاتقيه..
ولا يفتح الأب معه موضوعا ألا يظن ذلك الابن أنه أبصر منه اما بمعرفته او شهاداته.. أم لأنه جاء في زمن العلم فيه انتشر ولكن العقول والأدب والأخلاق صغرت..
ومع ذلك لو فعل أحد أصحابه مثلما فعل والداه له من احاديث وتصرفات لأخذه بسعة صدره (للأسف)
فالأب يا الأحبة أعظم وخير من اصحابنا لنا..
عندما يغضب عليك فهو يتمنى لك الأحسن..
وعندما تراه قاسيا فاعلم أنك لا تطيعه وتسمع نصيحته..
وعندما ترفع صوتك عليه فاعلم أنك قتلته..
فقدان الأب.. إحساس لا يعرفه إلا من ذاقه..
ولكن لا تحزن يا حبيبي الغالي.. يا من فقدت والدك..
فهو لا يتمنى منك ألا أن تدعو له لتزيده حسنات وترفعه في أعلى الجنان..
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنى هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك..
وانت اخي الحبيب يا من والدك على قيد الحياة ألزم قدمه.. اطلب رضاه.. أحسن إليه..
لا تقرب أصحابك وتبعد والدك.. فمن أشراط الساعة أن يقرب الأبناء أصحابهم ويبعدون آباءهم وأمهاتهم..
واعلم أن للأب دعوة لا ترد كما قال صلى الله عليه وسلم ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: «دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم».
ونصيحتي لي ولكم يا الأحبة.. أن تتسع صدوركم لآبائكم وتذكروا قول الله: (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما».
فالتمسوا القول الكريم.. عسى أن تنالوا دعواتهم الصالحة التي تغير مجرى حياتكم في الدنيا والآخرة..
[email protected]
Y_Alotaibii@