مقالي هذا لمن أنهكتهم الغربة، لكل من اغترب ليجد لقمة عيشه، لكل من اتخذوا قرار السفر حتى لا يمدوا ايديهم لغيرهم، وسأوجهه كلامي لهم ولكل اهل بلد ذهبوا اليه نصيحتي الأولى للمغترب: كن على دراسة عادات وثقافة البلد الذي انت ذاهب إليه..
وان أزعجك ما أزعجك منها..
احترم قوانينها ومثل ما قيل «يا غريب كن أديب». راع الله في كل شيء تعمله وان أصبت بنوع من الظلم والقهر من بعض الناس المرضى والظالمة، فتذكر أن من كان مع الله كان الله معه ونصيحتي الثانية للمواطنين لن تشعروا بغيركم حتى تمروا مكانهم واسأل الله الا يذيقكم ويذيقنا ما اذاقهم، ولكن أريد منكم أن تفتحوا قلوبكم وتحكموا عقولكم المغترب يا احبابي: ترك اهله ووطنه يصاب من القهر ما لا يعلمه إلا الله فلنرحمهم ولنعاملهم معاملة البشر لا نفرق بينهم وبين غيرهم لا تظلموهم، ابتسموا في وجوههم قال صلى الله عليه وسلم: «إنه من لا يرحم، لا يرحم»، وقال: «الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».
و نحن نعلم أن هناك فئة من اهل البلد نزعت من قلوبهم الرحمة وتتكبر على الغير اما من سوء اخلاق او مرض نفسي او بعد عن الدين قال لي اخي مرة عن قصة احد العاملين..
انه توفي والده في بلده ويريد ان يذهب ليحضر جنازته ويأخذ عزاءه..
ولكن رؤساءه بالعمل لم يقبلوا بذلك واصروا على بقائه تفكروا كم من القهر والحزن الذي اصابه؟ كم من الهم والغم الذي نزل به؟ قد تكون هناك لوائح للشركات لا تستطيع ان تستثني أحدا، لكن هناك حالات انسانية يجب مراعاتها إلى هذه الدرجة انتزعت منهم الرحمة وقست قلوبهم؟ إلى هذه الدرجة نتكبر بمجرد أن الله تفضل علينا بشيء ليس عند غيرنا؟ والرسول صلى الله عليه وسلم حرم الجنة على من يتكبر فقال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر لماذا بعض الناس يقسون عليهم فوق قسوة الايام؟ انا اعلم البعض منكم سيقول ان منهم من يفسد في البلد الذي يعمل به ولكن هؤلاء ثلة قليلة وان بدوا على عكس ذلك.. هناك اسلوب لتعامل مع هذه الحالات شريطة ألا نظلم او نتكبر، ضرب ابن مسعود الأنصاري غلاما له فسمع رسول الله يقول: الله اقدر عليك منه عليه..
فقال: يا رسول الله هو حر لوجه الله فقال النبي: اما لو لم تفعل للفحتك النار)
واخيرا: وليس آخرا تذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تنزع الرحمة إلا من شقي».
فاسأل الله تعالى الا ينزع من قلوبنا الرحمة ولا يجعلنا من الأشقياء.
Y_Alotaibii@
[email protected]