جاء رجل إلى عمر بن الخطاب يشتكي من عقوق ابنه له بأنه يضربه.. فأرسل عمر الى الولد بأن يأتي.. فقال عمر للولد: كيف تعقّ أباك؟ فقال ذلك الشاب: لا تعجل علي.. أليس للولد حق على أبيه؟ فقال عمر بن الخطاب: بلى.. فقال الولد: ما حقي على أبي؟ فقال عمر: ثلاثة: ان يحسن اختيار امه وان يسميه اسما حسنا وان يحفظه القرآن فقال الولد: والله يا أمير المومنين أبي ما صنع شيئا من هذا، فأمي امرأة خرقاء يعني عقلها فيه شيء اشتراها من السوق بدرهمين.. فبات معها ليلة فحملت بي.. فلما حملت بي كرهه انها حملت بي فسماني جعلا.. وجعلا مثل خنفساء الحشرة السوداء ولم يحفظني من القرآن آية.. فالتفت عمر إلى الأب ورفع الدرة عليه قال اذهب فقد سبقت ولدك إلى العقوق.
فعندما تقبل أيها الشاب او الشابة إلى الزواج أحسن الاختيار فإن رزقكم الله بالأبناء فأحسنوا تربيتهم حتى تجنوا ثمارهم.. فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» لا تركنوهم إلى الخدم صغارا دون مراقبة..والاتكالية كبارا دون محاسبة.
عندما تنحني ظهوركم، ويقوى عودهم تطالبونهم ببرهم.. ولا تفهموني انني: (ادعو إلى العقوق) فالأبناء مطالبون بالبر وان عق أحد الوالدين، نحن مطالبون بالإحسان لهم وإن كانا الوالدان مشركين بالله، فما ظنكم اذا كانا مسلمين الا يكفينا ذلك؟ فمهما قصّر الوالدان في معاملتكم فلا تقابلوا الإساءة بالإساءة انما نقابلهم بالعفو والمعروف والصبر على ما نكره.. فهذا سمو أخلاق تنال به الأجر بالدنيا والآخرة.
ملاحظة للآباء: الأبناء نعمة من الله وفتنة لكم.. فأحسنوا تربيتهم واتقوا الله فيهم.. أرشدوهم لطريق الصلاح.. وازرعوا فيهم الثقة واحتووا كل واحد فيهم.. ليأخذوا بأيديكم للجنان ويكونوا لكم فلاحا في الدنيا والآخرة.. وإذا ما أسرفتم عليهم بما أنعم الله عليكم، أو ظلمتموهم.. فحينها يكونون عليكم وبالا في الدنيا والآخرة.. ولا تجدون منهم خيرا قط...
ملاحظة للأبناء: الوالدان مهما فعلا فهما توفيق الله لك وتيسير أمورك وبركتك في الدنيا والآخرة.. فاصبر واحتسب الأجر من الله لهم، لأن هذه الحياة دروس وعبر، ففرعون رغم جبروته، أجلّ الله عز وجل عقوبته في الدنيا لبرّه بأمه..
Y_Alotaibii@
[email protected]