إحدى المرات وخلال نقاش بيني وبين أحدهم..
تكلمنا عن رحمة الله، فقلت له: عن مطربة مشهورة تعرض جسدها للعامة بأني أرى فيها الخير وإن كانت ما تعمله خطأ..
وإني رأيت مرة في مقابلة لها تقول: إني أضع القرآن في حقيبتي..
فضحك واستهزأ بما قلت.. ولا ألومه..
نعم فأفعالها وفعل من ينشر الفساد والفتن لا يرضي الله ولا رسوله.. وقد قال الله في كتابه: (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق).
ولكن ليس لنا الحق في أن نعدم الخير في الناس وكأن لا خير فيهم وان فعلوا ما فعلوا..
يقول سليمان الجيبلان: رأيت راقصة في أحد الفنادق فسلّمتْ عليه وعرفته فسألها (عن صلاتها) فقالت: يقولون إن الراقصة كافرة لا تصلي.
وهذه نظرة أكثر الناس بأن الذي يفعل المنكرات ينعدم من رحمة الله ويترك كل خير لأجل بعض الذنوب..
فترى أكثر الناس ممن يفعل الذنوب يترك كل شيء فيه طاعة الله.. ويظن انه محروم من رحمة وأن الله لن يتوب عليه..
قال سبحانه وتعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم).
فرحمة الله واسعة وحتى من تراه يقوم الليل يصوم النهار ربما يفتتن.
وقد قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لا يدخل الجنة أحد منكم بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل».
و قال سبحانه: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله)..
فلا تعدم الخير في نفسك ولا تعدم الخير في الناس وتحكم عليهم فقط بأنهم فعلوا ما فعلوا من المنكرات..
فازرع في قلوبهم الخير وادعُ لهم وانصحهم بالسر ان كنت فعلا تحبهم..
أما انعدام الخير فيهم وان تدعو عليهم وتفضحهم فلن يزيد ذلك إلا سوءا على سوء..
وهذا اجتراء على الله فخلق الله هم عبيده وهو وحده من يحاسبنا ويحاسبهم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين، وكان أحدهما مذنبا، والآخر مجتهدا في العبادة، وكان لايزال المجتهد يرى الآخر على الذنب، فيقول: أقصر، فوجده يوما على ذنب، فقال له: أقصر، فقال: خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟! فقال: والله لا يغفر الله لك - أو لا يدخلك الله الجنة - فقبض روحهما، فاجتمعا عند رب العالمين، فقال لهذا المجتهد: أكنت بي عالما، أو كنت على ما في يدي قادرا؟ وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار».
نحن جميعنا خلقنا وحدنا وسندفن وحدنا فلا نجعل أنفسنا حكما على الناس فلا نعلم ما يقبض الله روحنا على الخير ام على الشر..
فربما من تراه اتقى خلق الله يرتد ويصبح أسوأهم ومن كان سيئهم يهديه الله ويصبح أحسنهم..
فاسأل الله أن يهدينا ولا يفتنا ويقبضنا إليه غير مفتونين ويهدي من ضل عن صراطه المستقيم.
[email protected]
Y_Alotaibii@