كثيرا ما سمعنا عن قصة يوسف وكيف غدر به إخوته، وألقوه في غيابة الجب..
والبعض اتخذ من قصة يوسف شماعة له فأصبح يطلق الشعارات (اتق شر القريب قبل الغريب)، ويروج لمثل هذا الكلام حتى يشك الناس في أقرب الناس لهم ويعادوهم ويظلموهم.. ولا يكون بين الناس مودة ولا رحمة ولا حب.
فالله عندما أمر موسى بأن يذهب إلى فرعون وينصحه لعله يرجع عن كفره..
طلب موسى من ربه أخاه هارون أن يكون عونا له فقال:
(واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا)
فهؤلاء هم الإخوة سند وقوة.. وأن أصابك ما أصابك من مصائب الدنيا يشاركونكم في الأمر ويعينونكم..
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فإن الشيطان قد أيس - وفي رواية: يئس - أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم»
وربما يكون التحريش بين البعيدين أمر أهون من التحريش بين الأقارب والأهل والإخوة..
فبها تنقطع الأرحام.. ومن قطع رحمه لا يدخل الجنة.. كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم:
«لا يدخل الجنة قاطع رحم».
فأوصي نفسي وإياكم ألا ننجرف وراء كل من أطلق شعارات وكلاما عن خيانة الإخوة والأقارب وشرورهم..
فمن يتكلم بمثل هذا فالشر منه..
والبعض يقاطع إخوانه وأقاربه ليس لسوء بهم بل لنصحهم له وحبهم إياه..
فيرى في نصحهم له غيرة منه وأنهم لا يريدون به إلا الشر وأن يصبحوا أفضل منه..
قال عمر بن الخطاب: «لا خير في قوم لا يحبون النصح ولا الناصحين».
ومن ينصحك من والديك وإخوانك وإن كان بها شيء من القسوة ليس إلا محبة منهم لك..
وأخيرا:
من لا يشكر الناس لا يشكر الله.. فأشكر في مقالي هذا أخويَّ (جاسم وأحمد العتيبي) فلولا نصحهما وقسوتهما بعض الشيء لأمور كنت أجهل سوءها فربما لم تنصلح..
فشكرا لكما.. وأسأل الله أن يحفظكما أينما كنتما ويجمعنا على الخير دائما، وأسأل الله أن يؤلف بين القلوب ويصلح الأمور وألا يجعل للشيطان علينا سبيلا.
Email: [email protected]
Twitter: Y_Alotaibii