دائما كنت أسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الناس أنفعهم للناس».. ولكن لم أر بعيني ما يدل على معنى الحديث.. حتى غلب موازيني وأدركني عمي (عدنان العتيبي) مفهوم هذا الحديث عند وفاته.. لقد حضر لجنازته ناس كثيرون وهذا دلالة محبتهم له.
ولمحبة الناس أسباب تدعو محبة بعضهم البعض، فهو قبل وفاته كان يعمل في مرور العاصمة برتبة (مقدم).. وهو على شرف وظيفته وحتى عندما تقاعد.. لم يتخل عن خدمة الناس.. الكبير والصغير.
كان يساعد ولا ينتظر الشكر، يبذل كل ما في وسعه لمساعدتهم.
علمني: أن أساعد من دون أن أنتظر المقابل.. ألا أتدخل فيما لا يعنيني.. أن أتغاضى عن كل من يسيء إلي..
علمني: أنه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا.. كنت خارجا معه مرة أساعده في أموره.. فتعبنا قليلا.. وأردنا أن نشرب ماء.. فرأينا برادة الماء.. ذهبنا إليها لنشرب فقلت له: عمي هذا الكأس ربما ليس بنظيف.. ربما يضرنا.
فقال لي: لن يضرنا إلا ما كتبه الله لنا.
يجب ألا نعقد الأمور، وينبغي أن نأخذ كل شيء بتوكل على الله ونسمي عليه.
أيقنت في كل ما عمله في حياته.. بأن التعليم والأدب بالأفعال لا بالكلام.. ففي أفعاله رحمه الله علمني الكثير من الأشياء.
فأسأل الله أن يرحمك برحمته ويجمعنا بك وبوالدينا الأحياء منهم والأموات في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والصالحين.
[email protected]
Twitter: Y_Alotaibii