دخلت لإحدى الوزارات لأستخرج ورقة، فأخذت مني 3 أيام، حتى يتم توقعيها من أحد المسؤولين.
الغريب أنه يوقع المعاملات فقط، ورغم ذلك، الورقة الواحدة تأخذ 3 أيام بدلا من أن تأخذ ساعة! فيصبح المواطن يأتي للوزارة 3 أيام متتالية وفي بعض الأحيان يتم تعطيله لأن المسؤول يريد أن يأتيه المواطن بواسطة! وللأسف: هؤلاء أنفسهم يطالبون بالإصلاح ويدعون حب للوطن والخوف من الله، وأفعالهم بعكس ما يقولون.
في الكويت: لو أننا قضينا على المحسوبيات والواسطات وألا نجامل البعض في المناصب وهم ليسوا أهلا لها، فهذه هي بؤرة الفساد إن أردتم الإصلاح حـــقيقة فلا تجعلوا في المناصــب من لا يستحقها.
إن أردتم اختيار أحد للمناصب فيجب اختباره فنيا وإداريا ونفسيا في الوزارة وخارجها بلا مجاملات، بلجان حيادية..
وإذا جاءتكم شكوى على أحد المسئولين فحاسبوه كما تحاسبون الموظف البسيط.
كانت امرأة من بني مخزوم من أشراف قريش، كانت تسرق فأمر النبي أن تقطع يدها، فأرسلوا أسامة بن زيد ليتوسط لها، أقبل أسامة وقال يا رسول الله: إن قريشا قد عظم عليهم أن تقطع يد المرأة المخزومية فغضب النبي وقال: أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة؟!
ثم ارتقى النبي صلى االمنبر وقال: والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها، إن مما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق منهم الضعيف أقاموا عليه الحد،
فالعبرة: ألا نعامل الناس بحسب ما يملكون من المال او الجاه أو علاقاتهم، من يخطئ يحاسب كائنا من كان.
فلكل مسؤول: أنت محاسب أمام الله على ما تفعل ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك، فمنصبك لن يدوم ولكن عدلك مع الناس وتقوى الله فيما آتاك يرفع قدرك في الدنيا والآخرة، فاتق الله على ما أنت فيه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من طلب رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس.. ومن طلب رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس».