في السابق عندما كنت صغيرا كان أحدهم إذا سألنا ما اسم أمك؟ نغضب وتأخذنا الحمية ربما تصل للمشاجرة والخصام لأننا تعلمنا وتربينا بأنه خطأ وعيب أن تذكر اسم أمك وأخواتك وأقربائك من النساء أمام الغرباء.
ليس لأن الإجابة عن هذا السؤال معيبة ولكن لكي يتربى الإنسان على الحياء والمروءة على أنه يوجد حرام وعيب وخطأ حتى أتى أناس أوهمهم الشيطان بألا تكونوا معقدين، فأسماء أخواتكم وأمهاتكم ونسائكم إن عرفها الجميع فهذا أمر عادي وطبيعي وأصبح الناس تحدث بعضها البعض بأنه أمر عادي تداول أسماء نسائنا أمام العلن ويأخذون بدليل الرسول عليه الصلاة والصحابة كانت أسماء أمهاتهم وزوجاتهم وأخواتهم معروفة فأصبح بعض من في هذا الجيل بدلا من أن يقولوا أسماء أمهاتهم وأخواتهم فقط أصبحوا يضعون صورهم في مواقع التواصل الاجتماعي واصبح أصدقاؤهم يعرفون أهلهم من النساء من باب بأنهم أناس متفتحون وليسوا معقدين، فتمكن الشيطان منهم حق تمكن وهذا ما يهدف إليه ابليس فهو في البداية يضلل الإنسان ويجعل الأمر شيئا تافهها حتى يأتي بالذي وراءه أشد سوءا، وهذا ما يفعله في كل شيء الشخص وهو طفل عندما يرى أن الأمور هينة وبسيطة وسهلة تسهل عليه كثير من الأمور الخطأ ويتهاون في كثير من الأمور، انظروا إلى عواقب الأمور وبواطنها ومستقبلها.
لا تنظروا إلى ظاهرها وفعل الناس لها، فليس كل ما يفعله الناس هو الصواب، لا تنظروا إليها من الأمور السهلة والبسيطة فهي تراكمات صغيرة ثم تكبر، هذه رسالة من محب لكل من يريد أن يخرج من أبنائه جيل فيه من المروءة والغيرة والحياء والخير، اتق الله وأسس أولادك على التقوى والخوف من الله، فبهذا الشي لن تخشى على أولادك من الدنيا سيحفظ أولادك ويرزقهم ويوفقهم ولو كنت أنت لا تملك قوت يومك وهذا لا يحدث بسهولة، لا يحدث إلا بأن تخشى الله وتتقيه وتربي أولادك على هذا الشيء وأفضل سن تشكل ابنك على ما تريده وهو طفل.
قال النبي عليه الصلاة: مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع، فهذه سن التأسيس، هذه السن إن علمته على الدين والصلاة والحياء والمروءة والخوف من الله ثم تركته وحده في المستقبل وحوله من الفتن والحرام ما الله به عليم هو من نفسه وبعصمة الله له لن تزل قدمه وسينكر الأفعال الخطأ من نفسه لأنه تربى من الأساس على هذا، علموا أولادكم الحياء قال عليه الصلاة: الحياء خير كله علموهم المروءة وهو صدق في اللسان وبذل للمعروف وكف للأذى وصيانة للنفس وطلاقة للوجه.
أولادكم أمانة من الله لكم، فمن لم يحسن تربية أولاده فلا يلومنّ إلا نفسه، وفي الحديث: «ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
تربيتكم وتوجيهكم ونصحكم ومراقبتكم لأولادكم أهم بكثير من إنفاقكم عليهم، فنحن أمام فتن كثيرة ومنتشرة، وكلما تقدم الزمن زادت الفتن.
أخرجوا لنا جيلا فيه من الخير ما يجعلهم يتصدون لهذه الفتن ويكونون ممن يحفظ الله بهم البلاد والعباد.
[email protected]
@Y_Alotaibii