لقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم منزلة العلم والعلماء، وعندما كنت صغيرا كان والدي، حفظه الله، يقول للمعلمين «أخذوه لحم وأعطوني إياه عظم».
وكان ينبه على المعلمين بأن ابني هذا ابنكم وإذا قمت بخطأ كان لا يقف معي ضد معلمي، فكان يعطي للمعلم هيبته وقيمته عندي، حتى أصبحت أقدر معلمي وأحترمه، وكنت في مدرسة الخليل بن أحمد المتوسطة، ومن المفارقات أن عمي عبدالله العتيبي ناظر مدرستي كان هو ووالدي لا يعاملانني معاملة مختلفة، وربما في بعض الأحيان إذا أخطأت فيكون عقابي أشد من غيري.
وهذا ما يشهده كل من درّسني وزاملني في دراستي بأنني لم أكن مختلفا عن البقية، وهذا ما يجب أن يفعله كل ولي أمر يريد من ابنه الصلاح والرقي في العلم، بألا يقلل من هيبة المعلمين تجاه أبنائه، فأكثر أوقات ابنك تكون في مدرسته، فإن لم يكن من المعلمين تعليم وتأديب لابنك فلن يستقيم هذا الولد.
وللأسف، أرى في الآونة الأخيرة كثيرا من الآباء من يتهاون بالمعلم ويلوم المعلمين أمام أبنائه، وإذا جاءه ابنه يشتكي على المعلم يتسارع الأب إلى المعلم ويقف بجانب ابنه ضد المعلم، وربما رفع قضية على المعلم واشتكاه في وزارة التربية.
فالدلال الزائد للأبناء لن يزيدهم إلا سوءا، نحن نعلم أنه يوجد قصور من بعض المعلمين وقد نجد قلة منهم ليست بالكفاءة لأن يصبحوا معلمين، ولكن لا نعمم هذا الشيء على الجميع وهذا دور وزارة التربية، ولكن ما أود أن أبينه أن نتبين الأمر وألا نجعل من المشاكل الصغيرة كبيرة من قبل الأهالي ناحية أبنائهم تجاه المعلمين، وألا تجعلوا عواطفكم تجاه أبنائكم هي من تقودكم، فهذا من أسباب فسادهم.. إن احترام المعلم واجب، وسماحة المعلم تجاه الطلبة واجبة، والآباء بين هذا وهذه.
وأخيرا، يقول المثل الياباني «إياك أن تمشي خلف المعلم حتى لا تؤذي ظله».
Y_Alotaibii@
[email protected]