أحيانا يعيش الإنسان في هذه الدنيا متخبطا دون أن يشعر، يكون على طريق الخطأ دون أن ينتبه، ويظن أنه على الصراط المستقيم، إلى أن يأتي ذاك اليوم الذي يريد الله بهذا الإنسان الخير، فيبتلى بصدمة تجعله يفكر في حاله وحال الدنيا حوله فيعيد ترتيب حساباته، يبتلى بموت أحد يحبه، أو بمرض في جسده يهلكه، أو بإنكار وجحد وخيانة من حوله له، مثلما فعل اخوة يوسف مع يوسف عليه السلام عندما تسلطوا عليه ليتخلصوا منه فكانت صدمة له، ولكن اراد الله بذلك خيرا فنجاه الله ورفع الله منزلته على الجميع، يبتليك الله بشيء فتصدم وتكون في متاهة وشتات من أمرك فتدخل في دوامة تظن بأنها نهاية العالم لك.
تنظر إلى الحياة بمنظور سلبي وانك فقدت كل شيء وان الحياة لا طعم لها.
وينقسم الناس بهذه الابتلاءات والصدمات لفئات:
1- فئة تلوم الأقدار وتلقي الأعذار وتسخط وتنجرف وراء كل شيء سيئ حتى تهون عليهم تلك الصدمة كشرب الخمر وتعاطي المخدرات والحشيش ومخالطة الساقطات وأصحاب السوء ليقضوا وقتهم معهم بأفعالهم تلك، ويظنون أنهم استطاعوا نسيان الصدمة وتجاوز البلاء.
2- وفئة علمت أنه لا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه، وأنهم ما ابتلاهم إلا لأنه يحبهم وأنه يريد بهم الخير إما لرفع درجاتهم كما يفعل الله بالأنبياء وبعض الأخيار أو تكفير للسيئات، فيلجأون إلى الله ويتضرعون بين يديه.. ويصلحون من حالهم مع ربهم بعدما كانوا في غفلة فيصلح الله حياتهم بأكملها.
وتصبح تلك الصدمة التي كنت تظنها شرا بالنسبة لك نقطة تحول لك إلى إنسان آخر، يراقب أفكاره وأقواله وأعماله، متغيرا من الداخل والخارج عابدا لله مستسلما وراضيا بقدر الله، ويحسن الظن بالله كما قال الله في الحديث القدسي (أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني.. فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم.. وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا.. وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا.. وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) فيجد عند ذلك انشراحا لصدره وانعكاسا وهاجا مع محيطيه، ولا أعني لجوءك لله أن تغلق عليك الأبواب وتتشدد وتنعزل عن العالم وتغلو في الدين، قال عليه الصلاة «إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين»، بل تكون وسطا من أمرك كما قال الله سبحانه وتعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) دون تشديد بالدين ولا التراخي فيه.. ولكن ابتعاد عن كل كبائره والالتزام بفرائضه.
واعلم يقينا: مهما رأيت في هذه الدنيا من ملذات وجمال فلن تراها وأنت بعيد عن الله سبحانه وتعالى لا تنتظر حتى يبتليك لتلجأ له بل الجأ إليه قبل أن يبتليك.
أخيرا: هناك فترة معينة بحياتنا تكون نقطة تحول في حياتنا إما سعيدة او حزينة اجعل تلك اللحظة مصدر قوة تنطلق منها.
[email protected]
@Y_Alotaibii