كثر في الفترة الأخيـرة مــن لا يبالي بكسر قلوب الناس، نجرح بعضنا بكلمات قاسية، وأفعال بشعة ومواقف صادمة، لا يبالون ويتركون وراءهم جرحا وكسرا للقلوب لا تداويه الأيام والسنوات، وربما يكون هذا الجرح عميقا فلا يبرأ منه، ويموت منه الإنسان، نعم يموت من القهر والصدمات، فنحن بنهاية الأمر بشر والنبي صلى الله عليه وسلم تعوذ من «قهر الرجال»، فهذا القلب هو مرآة الوجهة والجسم فإذا صح هذا القلب نضر الوجه وصح الجسد وإذا تألم وكسر ذبل الوجه وضعف الجسد.. رفقا بالقلوب.
فلنكن عونا لبعض وليس عونا للشيطان على بعض، لا تكونوا وحوشا هائجة تهيج على قلوب الناس فهي متعبه من كمد الحياة ومشاغلها وهمومها، فلا تجعلوهم انطوائيين من أفعالكم وأقوالكم، لا تجعلوهم يتمنون أن يدفنوا أحياء من كلماتكم وحصاد ألسنتكم، ارحموا قلوب الناس واجبروا قلوبهم بابتسامة أو كلمة طيبة تنشر أو بيد صادقة حانية.
لا تعلم ثوابك عند الجبار الرحيم عندما تجبر من كُسر قلبه، أحيوا من ذبل ومن كُسر قلبه، أعيدوا له روعة الحياة وجمالها، فما تفعله مع الناس من خير ستجزى به ومن شر كذلك ستدور الأيام وستحتاج من يمد لك يد العون، فما تفعله اليوم مع الناس سترى نتائجه غدا.
وتذكر قوله سبحانه (وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً).
@Y_Alotaibii
[email protected]