في بداية بلوغي كنت أشعر بأن عقلي في تخبط كبير، وربما أكثر الشباب مثلي يصبح عنيدا بعض الشيء.. لا يعرف مصلحته.. لا يهتم لشيء سوى أن يلفت الأنظار، ويثبت لمن حوله أنه أصبح رجلا مسؤولا، وللأسف قد يصبح صيدا سهلا لمن حوله من الشباب خاصة إذا لم يكن له عقل مكتمل ووازع ديني ورقابة من أهله.. من والديه أو إخوانه وناصح يخاف الله فيه.
ومع الأيام منّ الله علي بأن صرف عني كل من حولي من الأصحاب إلا القليل جدا فأصبحت شبه وحيد ليس حولي أحد أبدا، وظننت أن هذا شر لي وأن سلوكي في الحياة على خطأ ويجب ان أتبع ما يتبعه الناس من أسلوب حياة خاطئة، فأصبحت حياتي عبارة عن قراءة كتب ومشاهدة وسماع الشيوخ ابن عثيمين وابن باز والألباني وعلي الطنطاوي وأحمد ديدات وإبراهيم الفقي وغيرهم كثير من أصحاب الخلق والخبرات والدين، حتى أصبح هؤلاء أصحابي وهم لا يعرفوني، أستمع إليهم، وأتعلم منهم، ثم اكتشفت أن الله وهبني موهبة الكتابة فصقلت ما تعلمته من القراءة والمشاهدة والمطالعة والاستمتاع بذلك، ثم مصادفة وفقني الله ودخلت عالم الكتابة وأصبحت أكتب في جريدة «الأنباء» فعرفت أن من ترك شيئا لله عوضه خيرا منه، وان كل شيء في حياتك هو خير لك، وان كان عقلك يجهله وإن كان قلبك يكرهه.. ثق بالله واصبر واحتسب.
قال صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له».
اللهم اهدنا صراطك المستقيم، واجعلنا مباركين أينما كنا، وزدنا علماً.
[email protected]
Y_Alotaibii