لم تنزل آيات القرآن المجيد عشوائيا أو تخبطيا، حاشا لله، بيد ان الأعراف والأساطير والإسرائيليات قد دخلت في ديننا الإسلامي لتكون كسور باطنه الحقائق وظاهره الحق الجلي.
ففي أيام خلت اتهم الناس زوجة أبينا آدم عليه السلام وتعنى الأرض ولا أريد ان اذكر اسم «حواء» لأنه ليس ذلك باسمها، اقول اتهم الناس أمنا أو جنس النساء بكونها سبب خروجهما من الجنة وسأتطرق الى الآيات من القرآن الكريم وهي حجة داحضة لنثبت عكس ذلك، وان المسؤول عن ذلك هو سيدنا آدم فحسب، ذلك (انه لقول فصل وما هو بالهزل).
فليس لأمنا اي علاقة بالإساءة داخل أو خارج الجنة او الخروج منها، فلقد خاطب الله سيدنا آدم عليه السلام بالقول (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة)، ثم يعطف الله على ذلك بالتحذير والتنبيه من شر إبليس، لعنه الله، بالقول (يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك)، فماذا فعل ابليس، لعنه الله، الحاقا لذلك، اذ خاطب سيدنا آدم بالقول (يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى) ولم يقل «أدلكما»، فتبع ذلك تناولهما من ثمرات الشجرة طمعا من سيدنا آدم في طول العمر والعزة والملك، ثم تستطرد آيات القرآن بقوله تعالى: (وعصى آدم ربه فغوى)، ولم يقل فعصت أو فعصيا، وبذلك يتحمل سيدنا آدم المسؤولية التامة والكاملة، وبذلك عهد الله أقواله ولكنه لم يكن من أولي العزم من الرسل.
ويختم القول بعد ذلك سبحانه (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه)، ولم يقل فتاب عليها أو عليهما.
وبذلك، لا ريب يكون أبونا آدم عليه السلام هو الذي عصى، وهو الذي ساير ابليس، عليه اللعنة، ما أدى الى طردهما من الجنة، فيا نساء العالم إن أمكن بريئة من ذلك الشأن.
وجدير بالذكر ان الله خلق آدم من تراب، ثم خلق من ضلعه زوجته، لتكون في منتهى الكمال وأتمه.
وقد يتساءل البعض: لماذا خلق الله الأنثى؟ للتكاثر والإنجاب، وكذلك ليسكن اليها الرجل ولا تسكن هي له، فالرجال، لا ريب، في حاجة للمرأة لقوله: (خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها).
وجدير بالذكر انه لم يأت في القرآن المجيد، وهو أساس القول، اي ذكر لاسم حواء، بل ذكرت بزوجك يا آدم.
فلم يذكر في القرآن اسم لأنثى سوى السيدة مريم ليكنى بها سيدنا عيسى عليهما السلام، فوردت مخاطبة الزوجات والأمهات في القرآن على نحو (يا نساء النبي)، (امرأة نوح)، (امرأة لوط)، وبطريقة غير مباشرة ذكر أمنا زينب بنت جحش بعد انفصال سيدنا زيد بن ثابت عنها كما وردت في سورة الأحزاب فأين أوتي باسم «حواء»؟
جدير بالذكر انه عدا الأنبياء والمرسلين عليهم السلام لم يذكر اسم رجل الا سيدنا زيد بن حارثة بالقول: (فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها).
فعلى أمة الإسلام التدبر في مصادر الإسلام بعناية ودقة والله الموفق.
[email protected]