تتقدم الشعوب وترتقي المجتمعات وفق منظومة متآزرة كبنيان مرصوص متمثلة بشعب واع وراق ومؤسسات عاملة بجد وإخلاص وبقائد محنك، ذلك الذي ينظم بين ثناياه ويخزن تجارب ووقائع الماضي للتفاعل مع الحاضر لينجم عنها أسس وسياسات وتطلعات للمستقبل لا غبار عليها، تضمن للمجتمع أسمى آيات التقدم والرقي.
فإن كان للقائد خبرة وفهم وتطلع مستقبلي، فإن ما ذكرناه يتفاقم كدالة للوقت لتنتج عنها أمور لم تخطر على بال احد ـ مواطنا كان أو غير مواطن ـ ويتفاقم هذا الفكر الجهبذي للقائد ويتأصل عندما تنادي القائد الظروف، وإن كان لدولة صغيرة حجما كالكويت مع دولة كبرى كالصين.
ولقد انعكس جل ذلك، فيما نتوقع من كونها زيارة تاريخية واجتماعا غير مسبوق اذا لم يكن مثل اي اجتماع بين الرؤساء والزعماء في زيارة قائدنا المحنك الجهبذ سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه الى الصين قبل أيام وتفاجأنا كشعب الكويت وقبل غيرنا عما تمخضت عنه نتائج اللقاء بأمور جوهرية واستراتيجية وهامة للكويت وشعبها حاضرا ومستقبلا، ولقد كان صاحب السمو اول من نادى بإنشاء علاقات مع الصين في السبعينيات وعندما أحجمت العديد من الدول عن ذلك، فلقد نجم عن هذه اللقاءات ما يلي وبصورة حازمة قابلة للتنفيذ:
٭ التعاون في مجال الصناعة الدفاعية.
٭ التأمين على الصادرات النفطية برفع العلم الصيني على البواخر إن استدعى ذلك الأمر.
٭ تشجيع الاستثمار المباشر بين الدولتين.
٭ تطبيق المدن الذكية للمشاريع التنموية في الكويت.
٭ وقد يكون أهم من ذلك لوضع الكويت الأمني والاستراتيجي استثمار جزر فيلكا وبوبيان وأخرى بقوام سياحي وتجاري واستثماري.
٭ تعديل مسار طريق الحرير الصيني لربط الشرق مع الغرب لتكون دولتنا الغالية احدى محطاته لتصدير المنتجات الصينية.
٭ سيؤدي ذلك الى جذب استثمارات ضخمة لتكون بديلا للاعتماد فقط على النفط، ليغدو أمانا استراتيجيا لحماية الدولة.
٭ سيحتاج تطبيق ذلك الى استثمارات جديدة في مطارات وجسور وبنى تحتية ملائمة.
٭ ستدفع الصين مبالغ لتأجير الجزر وللتأمين كبيرة وقد تكون خيالية.
هذا غيض من فيض مما وصل لنا عبر وسائل الإعلام والاتصالات المتعددة، وقد تكون هنالك اتفاقية اخرى مبرمة قد يعلن عنها لاحقا لخير البلدين.
لا غرو ان تكون رحلة الخير هذه موفقة للدولتين، لاسيما الكويت والتي تعيش وتعاني وسط أوضاع وحالات متردية في المنطقة، وإن لم يغب عن بال سموه تطرقه لهذه الحالات وضرورة إيجاد حلول لها.
فيا صاحب السمو لقد أبليت بلاء حسنا بما تملكه من عقلية سياسية واستراتيجية وتجارية وعسكرية تختزل بين طياتها حنكة سياسية ورؤى فذة لا تجارى، كيف لا وقد تم اختيارك من بين رؤساء العالم أميرا للإنسانية، وما لنا وفي تواضعنا من جل ما صنعت إلا ان نصفك تصرفا ببيت الشعر المشهور:
هذا قائدنا وأميرنا صباح
فجئني بمثله إذا ما جمعتنا يا جرير المجامع
حفظك الله ورعاك
[email protected]