نشرت في جريدتنا «الأنباء» قبل اسبوعين مقالا موسوما بـ«الى الحكومة المصرية مع التحية» بينت واشدت في صدر المقال بالدور الذي اضطلعت به مصر الكنانة في تطوير ورقي ونشر الفهم القومي في المجتمعات الاسلامية والعربية وحتى دول العالم الثالث بإرسال وفود ومتخصصين في جميع المجالات: علمية وادبية وفنية انتشلت من خلالها هذه المجتمعات من براثن وتقوقع التخلف والخضوع، ولا ريب ان تكون مصر «ام الدنيا» مرجعه لأمنا هاجر والدة النبي اسماعيل عليهما السلام مؤسس العرب العاربة و«أخوال المسلمين» كناية لأمنا ماريا القبطية مصرية المنشأ زوجة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، بالاضافة الى ما ساعدتنا به مصر كما سبق ذكره.
عاصرت في الكويت حدثين مهمين بتعلقان باستقلالية الكويت والذود عن ارضها، فالحدث الاول عندما حشد الزعيم العراقي الراحل عبدالكريم قاسم جنوده على حدودنا حيث استعد لهم الشعب والجيش الكويتي بما لديهم من قوة، وما هي الا ساعات ويرسل الرئيس المصري جمال عبدالناصر رحمه الله جيشه مباشرة الى الحدود لحماية ارض الكويت واهلها بسواعد مصرية.
اما الحدث الثاني فكان عند دخول العراقيين ارضنا العزيزة في اغسطس 1990 بنية الاحتلال، فعقدت حينها جلسة طارئة لجامعة الدول العربية حيث كان هناك تواطؤ وتكتل واضح مع العراق بقيادة الرئيس الليبي معمر القذافي ومناصرة من كانوا يقتاتون على خيرات الكويت ودعمها لهم امثال السودان واليمن والاردن ومنظمة التحرير، وعجبنا حينها لموقف الجزائر معهم وكنا خير مساندين لها في حرب الاستقلال، الا ان موقف الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك والذي ابلى فيه بلاء حسنا مع شرفاء من حكام العرب ليدين العدوان العراقي ويطالب بانسحاب العراق فورا.
شهدت مصر خلال العقد الماضي عدة تغيرات سياسية في نطاق الحكم، وهذا ولعمري شأن يخص المصريين أنفسهم، فليس هم بحاجة الى منظرين ومسيسين من دول واحزاب وتجمعات لقياداتهم لإخبارهم بكيفية ادارة شؤون مصر، فالمصريون هم الذين يقررون ذلك، وان كانت هنالك توجهات وتنظيمات كتب لها الفشل فهذا الشأن السياسي غالب ومغلوب.
اما ان يتكتل هؤلاء بتشجيع مباشر او غير مباشر من اسرائيل ومبغضي مصر واهلها للكيد والدسائس وزرع الارهاب والفتنة بين الابرياء من مسلمين واقباط فهذا كضراط النعاج لن يؤثر في دولة استقبلت واستضافت وقدرت اهل البيت عليهم السلام.
كما نشرت قبل سنة ونيف مقالة بعنوان «الى الرئيس ترامب» بينت له بالادلة والحقائق والتواريخ بدء الهجمة الشرسة على امتي العروبة والاسلام منذ مؤتمر «بروتوكولات حكماء صهيون» والذي عقد في بازل في سويسرا عام 1800 والمتضمن شق صفوفنا وتدمير وحدتنا بنمط معين من الحكام وبتمويل وتوجيه تجمعات اسلامية سنية وشيعية كسور باطنه الرحمة وداخله العذاب.
وردت لي تقارير خاصة قبل ايام عن قيام مصر بتبني مشاريع تنموية جبارة ستجعلها ان شاء الله من كبار الاقتصاديات، فعلى احبائنا اهل مصر التأني فإن الله سيعوضكم ببركة آل البيت عليهم السلام بعوض منه جميل يدهشكم.
وعلى المشرذمين من داخل مصر وخارجها كف ايديهم عن ارض العروبة والكنانة والتي اوصى بها المصطفى صلى الله عليه وسلم بأهلها خيرا، وهي التي ينطبق عليها قول الحق (ادخلوها بسلام آمنين).
فلتحيا مصر.
[email protected]