من خضم العمل في احد تخصصاتنا العلمية العالية والمتعلقة بالبحث العلمي والنشر لاسيما ذلك النشر المدجج بالمراجع والحجج والمعلومات التي تجعل منه مرجعا لا يطال له عنان يستفيد منه الخلق على مرور الأزمنة الا ان ذلك قلما كان يحدث لأن العديد من المؤلفين كان اما أن يكتب لمجرد ان ينشر او انه ينشر وليس له فقه كافٍ في متطلبات البحث العلمي، وفي وقتنا هذا حيث زاد التوجه الى وسائل الاتصال الالكترونية قلّ النشر الورقي وقلت الأدلة الكافية المصاحبة للنشر الالكتروني.
د.أحمد عثمان بوسيدو من أسرة غزاوية كريمة قدمت الى الكويت في خمسينيات القرن الماضي، وساهم والده عثمان في مجالات التربية والتعليم، وربى وترعرع في الكويت، حيث يممّ خبرته تجاه الإعلام والأدب الاعلامي الذي نال فيه الدكتوراه كما كانت له مواقف نشهد له بها اثناء العدوان العراقي حيث اعتبر نفسه جزءا من هذه الأرض، وبعد التحرير أضحى احد رواد ديواننا، ولاسيما في ليلة الجمعة حيث كانت الديوانية كسوق عكاظ صالون ادبي تجتمع فيه جميع فئات المجتمع من جنسيات وتخصصات مختلفة للنهل من العلم والمعرفة.
واستمر د.احمد بوسيدو في عطائه حيث أتحفني بكرمه قبل فترة بمؤلفين، اعتبرهما مهمين للكويت ليس فقط للمواضيع التي احتواهما، بل للتدقيق والمرجعية والتوثيق والمصداقية التي تزان بها المؤلفات العلمية الرصينة لاسيما وانهما يسطران توثيقا لفترات كويتية، فالمؤلف الأول الموسوم «الكويت عصية على الإرهاب» وفيه يبين د.ابوسيدو فشل حادثة الاعتداء على مسجد الصادق لتفكيك الوحدة الوطنية، مدعما بالصور وتسطير الاحداث وتوثيق وتحليل وتضمن الكتاب الأبواب التالية:
٭ المسجد في الاسلام
٭ وصول الأمير للمسجد في الدقائق الأولى على الحادث
٭ افتتاح الأمير للمسجد بعد تجديده
٭ ذكرى الشهداء
٭ فتنة تفجير المسجد بالصور
٭ ردود الفعل للحادث محليا وعالميا
٭ توافد الناس للمقبرة
٭ زيارة المصابين
ولقد اختتم د.أبوسيدو كتابه بقصيدة «كلنا عيالك يا بوناصر».
بين مسجدي الصادق والكبير
نشهد يا بوناصر انك الصادق الكبير
دموعك وغيرتك يا أغلى أمير
هزت مشاعر كل صاحب ضمير
هؤلاء عيالي كلماتك يا شيخ
اثارت القلوب ودفنت الفتنة والشرور
كلنا عيالك يا أبوناصر
وأنت أبونا واخونا والأمير
اما المؤلف الثاني المعنون «التعليم في دولة الكويت وأولى بعثاته التعليمية من فلسطين» حيث يسرد المؤلف وباسهاب موثق:
٭ التعليم في الكويت قديما ـ المدرسة الوطنية ـ بزوغ فجر التعليم
٭ استقدام المدرسين الفلسطينيين ـ قصيدة لفهد العسكر في ذلك
٭ تطوير التعليم في الكويت وتدريس الانجليزي في الكويت
٭ تأسيس الرياضة والكشافة
معالي وزير التربية ووزيرالتعليم العالي ومعالي وزير الإعلام
لقد اطلعت باسهاب على محتوى ومضمون هذين المؤلفين حيث وجدت انهما تزينا ليس بالتوثيق والرصانة العلمية والمراجع اللازمة فقط، بل ان هذين المؤلفين قد تطرقا لمواضيع لم تنل التوثيق والشمولة والعرض الكامل في الكويت، والتوثيق غطى فترة التعليم في الكويت واحداث مسجد الصادق والدور الانساني لأميرنا كما عهدناه.
ومن منطلق وطني بحت، اطالب معاليكم باقتناء اكبر عدد من هذين المؤلفين واشباعهما توزيعا داخل وخارج الكويت لاسيما المؤسسات التربوية وتلك المتعلقة بحقوق الانسان ليعلم الجميع ان للكويت رؤية تنموية واخلاقية سابقا وحاليا.
[email protected]