تحدثنا في المقال السابق عن أولى المشكلات التي تصيب العين وهي «الاحمرار»، وقلنا إنها من أكثر المشكلات شيوعا بأمراض العين.
واليوم نتحدث عن مشكلة منتشرة تصيب العين أيضا، وهي مشكلة مرض «الرمد»، وهذا المرض يأتي للعيون من خلال إصابة فيروسية أو بكتيرية، وهو يتسبب في احمرار العين، وأحيانا يرافق ذلك الاحمرار رؤية ضبابية، أو «زغللة»، وتدعى هذه الحالة طبيا «التهاب الملتحمة».
والرمد عموما لا يتسبب بضرر كبير للعين، إلا أنه يسبب تهيجا للعين واحمرارا، ومن هنا لا بد من الذهاب إلى الطبيب قبل تفاقم الأمر لكونه سريع العدوى.
وينقسم الرمد إلى 3 أقسام وهي رمد فيروسي ورمد بكتيري ورمد ربيعي، ويسبب الالتهاب الفيروسي تصريفا مائيا، أما الالتهاب البكتيري فهو يسبب مادة صفراء مخضرة سميكة، وأما التهاب الملتحمة التحسسي، أو ما يطلق عليه الرمد الربيعي، فهو عادة ينشأ بسبب عوامل الطقس كالغبار وغيره، وهذا النوع الأخير منتشر جدا في منطقتنا في موسم الربيع.
أما أعراض الرمد فهي احمرار في إحدى العينين أو في كلتيهما، كذلك تشوش الرؤية، والحساسية للضوء، ويشعر كذلك الشخص المصاب بالرمد بأن جسما غريبا في العين لا يستطيع إزالته، ويشعر كذلك الشخص المصاب بالرغبة في حك العين المصابة.
أما إذا استعرضنا كيفية الوقاية من هذا المرض فإننا لا بد أن نعرف أن الرمد مرض معد، ولذلك فإن الوقاية منه تتمثل في اتباع خطوات يومية بسيطة منها الامتناع عن لمس العين المصابة، وتغيير المناشف بعد استعمالها مباشرة، وعدم استعمال أدوات الغير لتجنب نقل العدوى.
يتبقى أن نقول إن التدخل الطبي في مثل هذه الحالات مفيد جدا، وغالبا ما يكون العلاج بالمضادات الحيوية التي تتمثل في القطرات، أو المراهم في حالة الإصابة بالرمد البكتيري أو الفيروسي، بينما يزول التهاب الملتحمة الفيروسي بنفسه، وغالبا ما يشعر المريض بتحسن خلال يوم، أو يومين من بدء الخطة العلاجية، أما في حالة الرمد التحسسي فإن الطبيب سيصف للحالة مضادات الهستامين، ومخفضات الاحتقان، لمحاولة السيطرة على التحسس، ومن ثم القضاء على الرمد.