نواصل في هذا المقال ما بدأناه في المقالات السابقة من حديث حول مشكلات تصيب العين، ومن هذه المشكلات مشكلة المياه البيضاء.
والمياه البيضاء هو تعتم في عدسة العين الشفافة، وليس ماء أو سائلا كما يعتقد البعض، إنما هو فقدان العدسة لشفافيتها الطبيعية، مما يسبب ضبابا أو دخانا على الإبصار.
وعدسة العين هي ذلك القرص الشفاف الموجود خلف الحدقة «بؤبؤ العين»، وتقوم هذه العدسة بتركيز الأشعة الضوئية على الشبكية مكونة صورة محددة.
ولكن ما أسباب حدوث مثل تلك الحالة التي تسبب ضررا للعين، وللإجابة عن هذا السؤال لابد أن نذكر أولا أن هناك عدة أنواع من الماء الأبيض، وذلك بسبب التغيرات في التكوين الكيميائي للعدسة مما يسبب فقدانها لشفافيتها، وللتبسيط فإنه من الممكن أن نشبه ذلك ببياض البيض الذي يكون شفافا، ويتحول إلى اللون الأبيض غير الشفاف في حال تعرضه إلى الحرارة، ونستطيع أن نقسم الأنواع إلى:
- الساد الشيخوخي، ويكون بسبب التقدم الطبيعي في العمر الذي يسبب تصلبا في أنسجة العدسة، ويحولها إلى جسم معتم، وهو من أكثر أنواع الساد انتشارا وعادة يبدأ حدوثه بعد الخمسين.
- الساد الخلقي وهو يصيب الأطفال والأسباب قد تكون وراثية أو قد تكون بسبب التهابات تصيب الجنين أثناء فترة الحمل.
- الساد الإصابي: وهو ينتج عن تعرض العين لإصابة خارجية.
- الساد الثانوي: بسبب بعض الأمراض مثل السكر، أو استعمال أدوية لمدة طويلة.
ويشعر مريض المياه البيضاء بالزغللة بشكل دائم، وضعف الرؤية وتشوشها، وعدم القدرة على تمييز الأشكال والألوان.
ويجب علاج المياه البيضاء بسرعة قبل تفاقم الأعراض، ويتم علاج الساد بإزالة هذا التعتيم مع زرع عدسات لتحل محل العدسة الأصلية، وفي الوقت الحالي تستعمل الأجهزة فوق الصوتية لتفتيت العدسة وشفطها من خلال فتحات صغيرة جدا، وعن طريق هذه الفتحة يتم زرع عدسة، ويتم طيها قبل زراعتها ثم فردها بعد زراعتها داخل العين، وبهذه التكنولوجيا المتقدمة أصبح المريض يجري عمليته في زمن قليل.
د.يوسف الظفيري استشاري
طب وجراحة العيون