أعزائي القراء.. كل عام وأنتم بخير، سنتحدث اليوم في زاوية الإضاءات الطبية عن صحة العيون والعلاقة بين ارتفاع ضغط الدم وتأثيره على العين.
في البداية، نستطيع أن نقول إن الشخص المصاب بارتفاع ضغط الدم عندما تزيد قراءة ضغط الدم لديه عن 90/140 ملم زئبق لكل وحدة دم، ويزيد ضغط الدم على جدران الأوعية الدموية يسبب لها ضررا كبيرا، وعندما يستمر الارتفاع لفترة طويلة، فإن مشكلات خطيرة تحدث للعين، لأنها ببساطة تحاول تخفيف تدفق الدم من خلال الشرايين المنتشرة فيها كنوع من الحماية الذاتية، ما قد يؤدي إلى تلف أو نزيف الشبكية، أو حدوث الجلطات في الأوعية الدموية المنتشرة في العين، أو يصيب الشبكية بما يسمى «hypertensive retinoathy».
غالباً لا يشعر المريض بأي أعراض سوى بعض الصداع و«الزغللة» في الرؤية، حيث تحدث هذه المشكلات بسبب انقباض شرايين الشبكية نتيجة ارتفاع ضغط الدم الشرياني، ويحدث بها تصلب، ما يؤدي إلى فقدانها لمرونتها، وعندما تتقدم الإصابة تحدث ارتشاحات في الأوعية الدموية لتسبب نزيفاً وارتشاحاً في الشبكية يقود إلى الضعف الشديد في الرؤية.
وقد توصلت دراسات الى أن ضغط الدم المرتفع قد يقود إلى الإصابة بمرض «الجلومايكا» أو ارتفاع الضغط في العين، وذلك بسبب تتأثر العين بتدفق الدم الشديد الذي يصلها، حيث أجريت هذه الدراسة على الفئران التي لم تتعرض للضغط المرتفع، وفي حالة الارتفاع الشديد في الضغط يحدث ارتشاح على العصب البصري، وتجمع مائي حول أنسجته، فيؤثر على مجال الرؤية، ويمكن تحديد هذا الضرر من خلال اختبار الألوان.
يكون الحل الأمثل في علاج مثل هذه الحالة هو علاج ارتفاع ضغط الدم، والحفاظ على مستويات ضغط طبيعية.