أعزائي القراء سنتحدث اليوم عن موضوع شائق وهو «مراحل تطور جراحات تصحيح البصر».
بداية فإن أول من ابتدع هذا الفن هو البروفيسور ساتو sato من اليابان، وهو أول من لاحظ إجراء شقوق طولية بالقرنية، وهو ما يسمى الآن بالتشريط، لاحظ أن مع إحداث هذه الشقوق، فإن تحدب القرنية يقل، ومن ثم أصبح من الممكن أن يعالج حالات قصر النظر فقط.
وتطور هذا العلم بعد ساتو في موسكو عند البروفيسور فيودروف الذي طور الموضوع بشكل أفضل، ووضع المعايير للتصليح لحالات قصر النظر المختلفة، ثم تدخل العالم الغربي لمثل هذه العمليات، ووضع جدولا ونظاما يحدد عدد الشقوق واتجاهها وطولها لتصليح الحالات المختلفة من قصر النظر فقط، وكانت هناك محاولات لتصحيح طول النظر، إلا أنها لم توفق.
ومع الوقت وجد أن علاج قصر النظر بواسطة هذه الشقوق له محدودية فقط، فلا يستطيع تصليح أكثر من درجات معينة من قصر النظر، كذلك وجد أن هذه الشقوق لا تلتئم أبدا، وقد يتعرض المريض إلى ضعف بالقرنية، مما يؤدي إلى تعرضها للإصابة أو الضربات لأنها هشة.
فيما بعد ظهر ما يسمى بالليزر وفكرة «الإكزايمر ليزر» الذي يؤدي إلى تغيير سطح القرنية إلى تحدب أقل من الوضع للعين، ومن ثم فتح مجال تصليح لطول وقصر النظر معا، وهذا ما يسمى بالليزر العادي «prk»، وكانت له نتائج رائعة جدا، واستطاع الأطباء أن يصلحوا العديد من الحالات بجميع أنحاء العالم، ولكن وجدوا أن هناك بعض العيوب في الليزر في فترة النقاهة ما بعد الليزر، فالمريض يحتاج من 4 إلى 5 أيام فترة نقاهة يعطى عدسة لاصقة للحماية، ويعطى أدوية لتقليل أي التهابات، ومن ثم بعد التئام الجرح تتم إزالة هذه العدسات، ومن عيبه أيضا وجد أن احتمال التراجع فيه يصل من 10 إلى 15% من الحالات.
وفي هذا الوقت ظهرت طريقة أخرى، وهي ما تسمى بـ «الكيراتو ميليوزس» في كولومبيا عن طريق البروفيسور براكييه والفريق الطبي التابع له، وهذه الطريقة تعتمد على قطع شريحة من القرنية بالإزالة أو بالإضافة بحسب ما هو مطلوب للتصحيح، ثم إعادة الغطاء إلى مكانه، وقد يحتاج إلى بعض الغرز لتثبيته.
وفي المقال القادم سنتعرف على بقية التطورات في علم تصحيح البصر، وماذا ظهر بعد ذلك إن شاء الله تعالى.