تحدثنا في المقال السابق عن سؤال يكرره الناس لأطباء العيون، وهو ما العين الجافة؟ وتحدثنا بالتفصيل عن العين الجافة، وكيفية التعامل معها وعلاج مشكلتها، واليوم سنتحدث عن سؤال مكرر آخر، ألا وهو هل للصداع تأثير على النظر؟ وأقول إن للصداع أسبابا كثيرة ومتعددة، فقد يكون بسبب مرض أو خلل بالعين، ولا يمكن الحكم على الحالة إلا بعد توقيع الكشف الطبي لمعرفة السبب الرئيسي، أما إذا كان سبب الصداع ارتفاع ضغط العين، فذلك يمكن أن يؤثر على البصر، أما إذا كان لأسباب أخرى فلا يؤثر على العين.
وارتفاع ضغط العين هو ارتفاع لدرجة تؤدي إلى التأثير على العصب البصري مما يترتب عليه انحسار في الميدان البصري.
وبسبب عدم التوازن بين سرعة تصريف سائل العين مع سرعة تكوين هذا السائل، ونظرا لأن سرعة تكوين سوائل العين تعتبر ثابتة في أغلب الحالات فإن العيب الأساسي هو بطء في تصريف هذه السوائل.
وأما أعراض ارتفاع ضغط العين فهي فقد رؤية الأشياء الجانبية، ولا يرى المريض إلا ما هو أمامه فقط، ومع تطور المرض يزداد هذا الفقد تدريجيا إلى أن يفقد الجزء المركزي أيضا، وللأسف ما فقد من ميدان البصر لا يمكن إرجاعه، وأي علاج هو لتوقيف المرض، ويمكن أن نقسم ارتفاع ضغط العين إلى نوعين أساسيين هما الحاد والمزمن.
أما الارتفاع الحاد فهو يحدث بصورة مفاجئة، ويكون عادة عند المرضى ذوي الغرفة الأمامية الضحلة، وهنا يرتفع الضغط إلى درجة عالية جدا مسببا احتقانا شديدا، وآلاما شديدة بالعين، وضعفا بالإبصار، ويرى المريض هالات ملونة كألوان قوس قزح حول مصدر الضوء، مما يجعل المريض يسارع إلى الطبيب، وعلاج هذا النوع سهل جدا بواسطة القطرات والحبوب ثم الليزر.
أما النوع الثاني «المزمن» فهو إما أن يكون ابتدائيا بلا مسبب خارجي أو ثانويا بسبب مرض آخر، وفي هذه الحالات يكون العلاج بالأدوية، والتي تعطي النتيجة المطلوبة لتخفيض ضغط العين، وقد يحتاج المريض إلى جراحة لتصريف السوائل من العين، وهناك تطورات كثيرة بالنسبة للجراحة فقد نستعمل الأنابيب البلاستيكية، وهو ما يسمى بالصمامات، وقد نستعمل بعض المواد الكيميائية مثل «mmc» لتقليل فرصة تليف وتسكير الفتحة الجراحية.