[email protected]
أجيال سابقة وأخرى لاحقة دار بينها (موضوع وقضية) الحجاب وتمت عبر الزمن حوارات (موضوعية وأخرى طرشاء) حول فرض الحجاب وإنكاره.
وبحكم إشرافي على بعض الإصدارات في السابق مثل مجلة «الرائد - الإيمان» ملحق صدر عن «الأنباء» كانت تصلنا بعض المقالات المؤيدة للحجاب وأخرى رافضة وكنت أسمح (للمقالين) أن ينزلا والحكم للقارئ في نهاية المطاف.
الحجاب قضية كل بيت مسلم وفي صحوة الإسلاميين في العقود السابقة ومع نشاط الدعاة ورجال ونساء الصحوة تحجبت ملايين من النساء في الوطن العربي والعالم الإسلامي وأوساط الأقليات في صحوة الثمانينيات والتسعينيات.
وكان هناك دعاة ومفكرون إسلاميون عملوا بجد وإخلاص ومثابرة وكانوا وراء (تحجيب) مئات الآلاف من البنات هنا في الكويت وفي المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية ومصر والمغرب العربي وإيران وباكستان ودول منطقة جنوب آسيا ودول آسيا الوسطى والقوقاز والأقليات.
ولعبت الجمعيات الدعوية والمؤسسات والمنظمات الإسلامية دورا حميدا في عودة كثير من النساء الى لبس الحجاب وخرج من الدائرة الإسلامية ليصل إلى الدول الغربية والأميركتين والقارة الهندية وفي مشارق الأرض ومغاربها حتى بات (مظهر الحجاب) مألوفا ثم تم ربطه بعمليات الإرهاب وصار في بعض الدول الأوروبية (مجرّما) ومحظورا!
من أجمل الردود والمداخلات والتصدي العاقل الواثق ما رأيته من جهود مشكورة للدكتور صهيب بن محمود السقار الذي نشأ في مكة المكرمة وحفظ القرآن الكريم في حلقات المسجد الحرام وأكمل تعليمه الجامعي في جامعة بغداد الدولية وحصل على الماجستير، ثم نال الدكتوراه في أصول الدين وحصل على الإجازات في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وعمل في عدد من الجامعات الليبية، وهو عضو نشط في جملة من المجالس والروابط العلمية والدعوية وله العديد من الكتب والبحوث الشرعية المؤصلة.
كتاب «جدلية الحجاب حوار عقلي في فرض الحجاب وإنكاره» مؤلفه الدكتور صهيب محمود السقار وقدم له الدكتور محمد العوضي (عظمة الطرح) في هذا المؤَلف المليء بالأدلة والبراهين متجنبا الركون للأهواء والانقياد للنوازع النفسية التي صار الاعتماد عليها شائعا في قضية الحجاب وغيره من الموضوعات عند كثير من شبابنا وبناتنا الكرام من هذا الجيل الواعد الذي يهمه بالفعل الحفاظ على (المسلّمات والقيم)، راصدا التحولات الفكرية في العالم خاصة فيما تثيره التيارات العلمانية والإلحادية والليبرالية وما نسميه بحركات التحرر والتنوير والحداثة.
هناك اليوم (حرب ليست في وقتها) يقوم بها كل اولئك الذين للأسف ضاعت بوصلاتهم من حيث الأولويات وتركيزهم على الشكليات والقشور والهوامش على حساب القضايا الكبرى التي تخص واقع مجتمعاتهم، وهم فقط بارعون فيما يملكون من الآلة الإعلامية لشن حروب مصطنعة يسقطون فيها ذات النقيصة التي ألبسوها خصومهم!
انظروا فيما حولكم في الميديا والتواصل الاجتماعي وفي كل فروع الشبكة العنكبوتية وندواتهم ولقاءاتهم التلفزيونية والإذاعية والإعلامية في المقروء والمسموع، ليس عندهم الا موضوع الحجاب والإلحاد!
كلها موضوعات قديمة متجددة تستهدف الشباب لإبعادهم عن دينهم وقيمهم وتشتيت أفكارهم وإشغالهم بإثارة الشبهات ليس بالحجاب وإنما بالقرآن الكريم وقضايا التوحيد وكل القضايا الجدلية.
لقد قرأت الكتاب القيم الخاص بالحجاب وتفهمت أسباب احتضانه ونشره في مركز «رواسخ»، فهذا الكتاب يغني كل «إنسان مسلم» للرد على منكري الحجاب، ففيه الأدلة للرد على الشبهات عارضا الأدلة القرآنية وما حوته السنة النبوية وأقوال العلماء وتفنيد كل الروايات بصورة علمية ونقد الأسس على منكري الحجاب بكل خطوات الاستدلال والتدقيق والفحص واتباع الفقهاء وما انكشف من دلالات القرآن على فرض الحجاب.
أغرب ما شاهدت في جائحة كورونا فتيات ينزعن الحجاب في احتفالية بمقهى او في البيت.. لِمَ؟ أي تفسّخ هذا؟!
ومضة: هذا الكتاب يحقق للعقول الحرة مطلبها والتحرر من قيود الجمود والتقليد المطلق وفق حرية فكرية ترفع عنك اغلال القدامى وعلو صوت المعاصرين.
الكتاب يجيب عن أسئلة الباحث عن الحقيقة لا الهرج وفق (خذوهم بالصوت)!
أيها الأب وأيتها الأم.. أيتها الشابات المسلمات في كل مكان من حقكن السؤال اذا اخبركن فقيه او عالم دين عن حكم الحجاب ان تسألن عن الدليل؟.. وأنا أحمد الله كلما شاهدت بناتي دعوت لهن وذراريهن بالصلاح وطاعة الرحمن والرسول صلى الله عليه وسلم.
إن من يملك تحرير العقول هو الله عزّ وجلّ، وبجهدك انت وحدك تعرف من هذا الفقيه ما يحقق لك، ما ترغب في معرفته، ونحن دائما نقولها في الكويت: حطها براس عالم واخرج منها وأنت سالم!
آخر الكلام: عجيب مؤلف هذا الكتاب، وقد وفّق الى حد كبير في تدبر آيات القرآن وفي كل خطوات الاستدلال على صدق منهجه في عرض الحجاب مما يحطم عنك كل نوازع الشر والتشكيك والرفض وتدليس شياطين الإنس.
لقد ناقش مخالفي الحجاب بأدلتهم وأعجبني تفكير الدكتور صهيب الذي حول النقاش والردود في ثلاثة فصول، فصل في ادلة فرض الحجاب، وفصل في ادلة انكاره، وفصل ثالث في مناقشة الاصول والمقدمات التي توصل بها الحداثيون الى انكار الحجاب.
فصول وموضوعات الكتاب رائعة بالأدلة والمعلومات.
زبدة الحچي: هذا الكتاب القيّم فرصة مواتية لكل مهتم بهذه القضية للموازنة بين اقوال الفريقين والحكم في هذه الجدلية المعاصرة.
لقد استطاع المؤلف - وفقه الله - فضح اسلوب الحداثيين ومنكري الحجاب لأنه فرض رباني ثابت بالكتاب والسنة، وليس للفقهاء مع النص اجتهاد في مورده وحسم الامر لصالح الشريعة. اسأل الله عزّ وجلّ ان يجزي مؤلفه ومقدمه وناشره كل خير، وأن ينفع القراء الكرام في كل مكان في مشارق الأرض ومغاربها، إنه الحجة القوية.
في أمان الله.