[email protected]
الحياة تستمر حتى حين لا نكون نحن موجودين!
نقولها جميعا: الجنة تحت أقدام الأمهات!
وقرأنا قول وليم شكسبير: لا توجد وسادة في العالم أنعم من حضن الأم، ولا وردة أجمل من ثغرها البسام!
من يفقد أمه لا تلمه، الأم فقيدة ما بعدها فقد!
مساحتي اليوم عن الأمومة فردوس الوجود.. يقول عباس محمود العقاد: أسعد ساعات المرأة.. هي الساعة التي تحقق فيها أنوثتها الخالدة وأمومتها المشتهاة وتلك ساعة الولادة!
وصلني في ايميلي رثاء لبنت ترثي أُمها في زمن الكورونا «كوفيد ـ 19» 2020م بعد مرور عام على وفاتها وكيف مرت عليها هذه السنة مع إخوانها، وقد أعجبتني سطورها وكلماتها وتأثرت بما كتبت لأنني تذكرت أمي رحمها الله، بل كل أمهاتي اللاتي تربيت في حجرهن، رحمهن الله، وأنشر للقراء الكرام هذه الرسالة الحزينة، مذكرا كل إنسان له أم ميتة أن يتذكرها وهو يقرأ ويدعو لها ويعمل لها من أعمال البر ما يستطيع، أما من كانت أمه (حية)، أي عايشة، فعليه ألا يضيع الوقت ويلزم رجليها ويلبي كل طلباتها ويبرها في حياتها وتذكر معي الجزاء من جنس العمل.. وإليكم رسالة البنت التي ترثي أمها:
«مضت سنة على وفاة أُمي، ومازلت لا أصدق خبر وفاتها، ومازال جرح فقدها لم يبرأ، كانت هنا بيننا واليوم أصبحنا لا نراها إلا بالصور.. منذ اللحظة الأولى أحمل في صدري شقاء الاعتراف، فكيف يمكن أن تكون صريحا عن الموت في يوم إنكاره؟
مازلت أحتاج إليها في كل موقف وكل فترة تمر ثقيلة على قلبي وأنا في هذه الحياة الكورونية!
إلى الآن لا يمكنني استيعاب رحيلها، مضت سنة سريعة ولكنها بطيئة وثقيلة على قلبي وأيقنت أن الفواجع تبقى كما هي ولو مرَّ عليها دهر، وأن الحزن على الراحلين لا يموت، ومازلت أتذكر تلك الرجفة التي هزت قاع قلبي حين وصلني خبر وفاتها، مازلت أتذكر وجهها النائم، برودة جبينها عندما قبلتها قبلة الوداع، مازالت مرارتها عالقة بفمي، أرعشت روحي وكل ما بجسمي كإنسانة!
البكاء والصريخ.. وجوه اخواني المنكسرة، السلام والطمأنينة عليك يا أمي، لم تنسنا الأيام، مازالت تهزمنا فكرة غيابك الأبدي وكون يديك في مكان لا تصله أيدينا، لعل الله يجمعنا يوما في جنته، وأدعو من يقرأ رسالتي أن يدعو لها».
جبران خليل جبران شاعر وأديب وفيلسوف لبناني يقول: إن أعذب ما تتفوه به البشرية هو لفظة الأم، وأجمل مناداة في الوجود هي أمي.
كلمة صغيرة كبيرة مملوءة بالحب والأمل والعطف، وكل ما في القلب البشري من الرقة والعذوبة.
٭ ومضة: يقول أحمد شوقي عن الأمومة ما يلي:
الأمومة رسالة المرأة على الأرض ونشأتها الأولى في الحياة، وهي حجر الأساس في الأسرة وقواعد المجتمع وأركانه منذ قام الى يوم ينفض، وفي الأمومة اجتمعت خلال البر ونوائب الحق وتبعات الواجب وصور البطولة وفضائل الايثار ومواطن الصبر الجميل.
آخر الكلام: قال الشاعر:
هذا حنان الأم يا
رباه أطهر ما ظهر
هذا حنان الأم أسمى
ما حوت دنيا البشر
٭ زبدة الحچي: خير ما أختم به ما قاله «شاعر النيل» حافظ إبراهيم:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض ان تعهده الحيا
بالري أورق أيما ايراق
الأم أستاذ الأساتذة الأُلى
شغلت مآثرهم مدى الآفاق
في أمان الله..