[email protected]
عظَّم الله أجركم يا أهلنا في البحرين..
رحل الإنسان - الأمير - الأب الحنون - ورجل المواقف.
نعى الديوان الملكي البحريني وفاة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء في مملكة البحرين الشقيقة عن عمر يناهز 85 عاما، وهو من مواليد 24 نوفمبر 1935 في الجسرة، وقد وافاه الأجل المحتوم في 11 نوفمبر 2020م في مستشفى مايو كلينك في ولاية مينسوتا بالولايات المتحدة.
وترجَّل خليفة بن سلمان.. أسطورة البحرين على هامة الزمن.
في ذاكرتي كمّ من المعلومات والمواقف تخص عزم وإرادة هذا «الرجل الفذ» الذي تولى رئاسة الوزراء، قاد الدولة في بحر متلاطم من النوازل وأوصلها الى بر الأمان بحكمته وحنكته، وفي عهده برزت نقطة التحول الكبرى نحو النهضة وإصدار التشريعات الإدارية وتنظيم القوانين وتطبيق البحرين التنظيمات الإدارية الحديثة، وتطورت أيضا في ظل قيادته العلاقات العربية والخليجية على وجه الخصوص وغيرها من الدول الصديقة من مختلف دول العالم.
والداه هما: الأمير سلمان بن حمد آل خليفة الأول، ووالدته موزة بنت حمد آل خليفة، وشقيقه حاكم البحرين الأسبق الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله.
الله يعين أسرته على فقده، فله من زوجته الأميرة حصة بنت علي آل خليفة من الأبناء: (علي، سلمان، محمد).
كنت إذا صادف وذهبت إلى عرس في مملكة البحرين أو عزاء أحيانا نجده مع أبناء شعبه ونُسلِّم عليه ونصافحه، وكان لا يخفي حبه للكويت وحكامها وشعبها، وآخر مرة شفته وقابلته وصافحته في أغسطس 2018 عندما دشنت الخطوط الجوية الكويتية أولى رحلاتها من مبناها الجديد الى البحرين من (T4) ضمن وفد كويتي رسمي برئاسة معالي وزير المالية السابق وحالياً أمين عام مجلس التعاون الأخ د.نايف الحجرف، وبصحبة وزيرة الدولة لشؤون الإسكان ووزيرة الدولة لشؤون الخدمات السابقة د.جنان بوشهري، ورئيس مجلس إدارة «الكويتية» السابق الأستاذ يوسف الجاسم، وعدد من الشخصيات الكويتية.
وفي ذاك اليوم، استقبل صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وأعضاء الوفد، وكان كل عضو مشارك يقدم ويعرف بنفسه، وكان يطيل المصافحة، وكان عدد الوفد حوالي 80 شخصا، وكان كلما عرَّف واحد من أعضاء الوفد نفسه يقول له عن أهله وأصله، وكان رحمه الله ملماً بالأنساب والأصول، ودائما يؤكد محبته وتقديره لأهل الكويت الكرام، ويشيد بالعلاقات الثنائية الراسخة التي تربط الشعبين والدولتين على كل الأصعدة.
رحل عاشق الكويت «أبوعلي» صاحب الإرادة القوية والقرار، وكان رحمه الله يعتز بزياراته لدولة الكويت، خاصة الرمضانية، أو في الأعياد والمناسبات.
مثلما مملكة البحرين والشعب البحريني الشقيق حزين، نحن في الكويت في حالة حزن وحداد، فلصاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان معزة ومكانة غالية في الكويت وهو «العاشق للكويت»، ولا يخفي هذه المشاعر ولن ننسى أبدا أقواله وتصريحاته التي تشيد دائما بما لنا من علاقة أنساب وأرحام.
ترجّل عن صهوة المجد «فارس البحرين» الذي عُرف بالشجاعة والبطولة والمواقف والحسم.
ومن أراد أن يعرف المزيد عن شخصية هذا الأمير البحريني يستعرض كتاب «خليفة بن سلمان.. رجل وقيام دولة»، الذي كتبه الزميل الأستاذ توفيق الحمد.
٭ ومضة: رحل رجل البحرين المخلص من حكامها الميامين الذين بنوا هذه البحرين العزيزة علينا بقوة عزيمتهم والصبر وسط العناء وشح الموارد وصعوبة كسب الرزق إلى أن تحولت من مركز سوق الطواشة واللؤلؤ إلى مركز مالي عالمي.
رحل والد الجميع الأب الروحي لشعب البحرين، والكل يدعو الله عز وجل أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أسرته الحاكمة والشعب البحريني الشقيق الصبر والسلوان.
٭ آخر الكلام: كانت قرية الجسرة مع السعادة يوم قام صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بإيصال الكهرباء لسبع قرى في 15 ديسمبر 1963، وعندما ضغط سموه بيده الكريمة على الزر الكهربائي فأضاءت الكهرباء أرجاء المكان وأضافت لمسيرته معالم نهضة البحرين شعاعا من راحة الشعب البحريني وسعادته.
٭ زبدة الحچي: ورحل حاكم عظيم من مملكة البحرين بصفحته المليئة بالإنجازات، خدم وطنه وشعبه بهمة وإرادة قوية، وكان واحدا من صنّاع إنجازاتها وتاريخها المضيء بعبق المواقف.
من القلب إلى القلب.. نعزي إخواننا في مملكة البحرين، مليكا وحكومة وشعبا، بوفاة «رجل الدولة»، وعضيد الملك وولي عهده الأمين.
توفي حبيب الكويت والكويتيين، فأمر الموت في رقاب العباد، ولا نملك إلا الدعاء له بأن يوسِّع الله عز وجل مدخله ويُكرم نزله، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، ومثواه الفردوس الأعلى من الجنة.
رحمك الله يا «أبا علي»، ففي الميديا والتواصل الاجتماعي وضح حجم المصاب والبحرينيون يودّعون «الخليفة» بالدموع والدعاء.
بكل الوفاء والمحبة نترحم على مسيرة «قائد» هو «فقيد يفتقد» اليوم، وخالص العزاء والمواساة إلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة وولي العهد الأمين سلمان بن حمد آل خليفة، وإلى أبناء الفقيد وأسرته الكريمة والشعب البحريني الكريم، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يُسكنه فسيح جناته ويلهم شعبه وذويه الصبر والسلوان، (إنا لله وإنا إليه راجعون).