[email protected]
بالتأكيد راح تلعب الكورونا (كوفيد- 19) لعبتها الكبرى في هذه الانتخابات في 5 ديسمبر 2020، فقد تتدنى نسبة المشاركة في التصويت، بس هذه المرة أرجو ألا يخرج علينا من يقول إن «الإسلام السياسي» يقف وراء هذا الغياب القادم من المواطن الكويتي، رجالا ونساء! لأن الجميع يعلم أن الشعب الكويتي لديه ملاحظات على أداء المجلس.
انتخابات مجلس الأمة القادمة ربما ستكون حدثا صادما للمراقبين! راح يغيب عنها من هم في مثل عمري خاصة، أقصد المخضرمين من جيلي، ولا أعرف رأي الشباب، فلكل واحد هواه ومبتغاه.
أنا شخصيا في ظل هذه الأوضاع أجد أن أبرز مساوئ الديموقراطية عندنا وجود برلمان ما برّد قلب المواطن للأسف لأنه تمسك بالحبة وفلّت الدبة!
يبدو أن كل مواطن يستطيع أن يمارس دوره، يفكر في أن يمتنع أو يذهب ليضع ورقة بيضاء! الناخبون عليهم ملاحظات على أداء المجلس لأنه قصَّر في دوره الحقيقي واتجه إلى الشكليات!
نعم، أعرف أن الديموقراطية لها أمراضها المزمنة ومشاكلها وبعضها غير قابل حاليا للحل، وأي ديموقراطية هذه التي لم تناقش وتحل مشاكل البيروقراطية عندنا والتضخم الوظيفي من الوافدين، من عمالة سائبة، وضحايا تجار الإقامات والبطالة والواسطة والشللية والفساد، وملف البدون وغيرها من القضايا؟
كل هذه القضايا اليوم هي فرصة للمرشحين ومطالبهم في أوقات الانتخابات للتركيز عليها أثناء حملاتهم الانتخابية، وهذا يكون عند من يضعون لهم برنامجا انتخابيا.
هذه المشاكل اليوم ترفع كشعارات في الانتخابات، بينما في الواقع عند الوصول تختلف أجندة الأولويات بحسب تفاصيل العمل السياسي، مع العلم أن الممارسة الديموقراطية عند شعوب العالم يتم الاختيار على أساس قدرتهم على حلّ هذه المشاكل المعلقة والظاهرة.
كنت أقول وأنا شاب ما دمنا نؤمن بالديموقراطية فعلينا أن نتحمل نتائجها، لكن مع الممارسة والتجربة «نحن نتحمل نتائجها» و«الرك» يكون على المواطن وليس غيره.
أحيانا أتفاءل وأقول ربما هذه الدورة لن تكون هناك تسهيلات ولا خدمات حكومية لبعض المرشحين، لكن السؤال: أما آن الأوان لقفل هذا الملف وترك الأمور للناخبين؟
المشكلة كما أراها هي الخوف من استمرار وجود مواطن عينه على الخدمات الحكومية الميسرة هالفترة. وعليه، علينا أن نتحمل نتائج اختياراتنا الكارثية كمواطنين ناخبين!
نريدها انتخابات من دون تسهيلات ولا خدمات حكومية استثنائية كما رأينا في ملف العلاج بالخارج!
أقول: الديموقراطية هي الحل، ونأمل أن تسود أمة العرب كي نتقدم، وهذا ما نسميه الانتقال الحضاري للسلطة التشريعية التي تشرّع القوانين وتقوم بمسؤوليتها وتدخل المجلس وهي نظيفة اليد وتخرج وهي بالفعل نظيفة اليد، وهناك عناصر في مجلس الأمة كانت مثالا طيبا عبر التاريخ في رفض التسهيلات والقيام بوظيفة المندوب!
سألني في الإيميل شاب أسمى نفسه (رافض الديموقراطية) عن الديموقراطية عندنا ماذا ينقصها؟
فأجبته: تنقصها الأحزاب؟
فقال: إذن، أنت تؤيد الأحزاب؟
قلت: أعوذ بالله.. الأحزاب لا تصلح لوطننا العربي والكويت ودول الخليج خاصة!
قال: إذن، جهزنا العربة قبل الحصان؟
ضحكت وقلت: لا المشكلة أكبر يا عزيزي لأننا نمارس الديموقراطية ولا نؤمن بها طريقا لإصلاح أوضاعنا، وهذا الفساد الحاصل نحن وراءه.
٭ ومضة: عزيزي المواطن، أن تكون ديموقراطيا عليك أن تؤمن بثوابت الديموقراطية وتطبقها، وعلى القوى السياسية بكل اتجاهاتها في الكويت من إسلاميين وليبراليين ودواوين وعوائل وتكتلات أن تتحرك ضمن الدستور ولا تخالفه، ولنبدأ بتدريس الديموقراطية في تعليمنا منذ الصغر ونعومة الأظفار حتى يتربى لدينا جيل ديموقراطي في البيت والمدرسة والمسجد!
٭ آخر الكلام: إذا وجدنا هذا البيت الشعري في قاعة عبدالله السالم ومجتمعنا معلقا في أروقة الدولة والمنتديات فنحن على طريق الديموقراطية الحقة:
تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت
فإن تولت فبالأشرار تنقاد
٭ زبدة الحچي: هناك في العالم ديموقراطية صحيحة في أميركا وأوروبا وبعض الدول المتقدمة مثل اليابان والصين والهند وغيرها من الدول.. وهناك أشكال أخرى لها في بعض الدول الشرق أوسطية والعربية.
وهناك (اللويا جركا) الديموقراطية الأفغانية الطالبانية حاليا، فأي من هذه الديموقراطيات تختار؟
صحيح أن بلدي الكويت هي واحدة من الدول المعدودة في الوطن العربي الآخذة بالنظام الديموقراطي والكل يتمنى أن تسود بطريقة صحيحة دون هذا الكم من التسهيلات والتشاوريات والمعاملات الحكومية الآنية، وهذا كله يجب أن يوقف هذا (الماراثون) المجير للذين يتسابقون لكسب ود الحكومة للفوز بالدعم، فهذا لا يخدمنا أبدا كشعب واع متحضر، وما نراه هو أسوأ ما في الديموقراطية عندنا!
نريد أن نعيش أياما حلوة مع الديموقراطية، لكن من الواضح أن كورونا لها تأثيرها الكبير على الديموقراطية هذه السنة، وتذكروا مني ضعف المشاركة في هذه الانتخابات والتصويت لحجم الفساد الذي حصل حتى إن كثيرا من أبناء شعبنا صرخ: «الغوا الديموقراطية»!
الديموقراطية هذه المرحلة على المحك الشعبي، فهل نشاهد ديموقراطية بلا ديموقراطيين يمارسونها، وكما نقول: مع الخيل يا شقرا؟.. الأيام القادمة والنتائج الانتخابية ستجيب عن هذا السؤال!
٭ مناشدة: وأنا أمشي فجرا في منطقة أبوالحصانية أوقفني شاب كويتي وسألني عن (كاسكو مفقود حجم جامبو عمره 3 سنوات ما بين العقيلة والفنطاس) ويقول صاحبه: راح ينزل على بيت أو أحد (يوكله) إذا جاع.. المرجو من ينزل عنده أو يراه الاتصال بهذا النقال: 96044779 وله مكافأة نقدية.. الله يعقله لك ويرجعه، (مسكين راعيه) يكسر الخاطر.. وأهل الديرة ما يقصرون إن لقوه يردونه لصاحبه إن شاء الله.
في أمان الله..