[email protected]
ستغيب عن هذه الانتخابات المخيمات الانتخابية: القعود والمفطح والقوازي والبوفيهات!
سؤال: الولاء للوطن أم للقبيلة أم للطائفة أم للعائلة أم للجماعة الفكرية والعقدية في الكويت؟
سؤال صعب جدا الإجابة عنه، لأن كل إنسان له إجابة ترضي ما في داخله وما تربى عليه ولا علاقة لهذا بالشهادة، خاصة إن كانت مزورة!
السؤال: لمَ تتقدم القبيلة والطائفة والعائلة على الولاء للوطن؟
سؤال ينبغي أن يسأله كل مواطن لنفسه أولا!
وإذا ما عرف الإجابة مثلي لأنني لم أجد ولم أعرف الأسباب الحقيقية التي تجعل المواطن يقدم كل هذه المسميات على وطنه وفي شهور الاحتلال العراقي الصدامي شعرت بأنني جسد بلا روح إذا ضاع الوطن.. غربة ما لها حل!
لقد رأينا التشاوريات وشفنا الفرعية وغيرها من الصور، فرغم أن الانتخابات الفرعية ممنوعة ومُجرَّمة، إلا أنها تجري وبطرق مختلفة، وسيظل هذا الحال آنيا ولاحقا، وعلينا أن نبدأ بالخطوة الصحيحة الأولى وهي تربية المواطن الذي يضع اعتبارا لوطنه فوق مصلحة قبيلته وطائفته وعائلته بدءا من التعليم وجمعيات المجتمع المدني والمسجد وأجهزة الإعلام والميديا!
لقد رأينا كيف وزعت مناطق على أسس قبلية وفئوية ومن قبلها قسائم الليل، حصل هذا في الكويت، وآن الأوان لوقف كل هذا العبث بإذن الله في العهد الميمون.
ورأينا أيضا كيف (نواب) تمشي معاملاتهم كالطلقة في أروقة الوزارات، على أن تكون واسطتك نائبا أو وزيرا إما من قبيلة أو طائفة أو عائلة!
أتريدون الإصلاح الحقيقي، امنعوا توزيع المناطق محاصصة وتوزيع النسب، وفي هذه المرحلة أرجو أن ننتبه لأهمية (التوزير) على أسس من الكفاءة والقدرة بعيدا عن السائد في مجتمعنا هذا (ولدنا)!
اليوم الوعي يزداد في أهمية التشكيل الحكومي، عطونا وزراء صالحين نظاف (الذمة واليد والجيب) نضمن فريقا موحدا يعمل بشكل جماعي لا حاجة للمواطن فيه للبحث عن الواسطة حتى يمشي أُموره!
ولمَ الواسطة والتدخل في معاملة إذا كانت مستوفية شروطها تمشي؟
آن الأوان ليُبعِد المواطنُ المرشح الذي يمارس دائما «التأزيم» وليكن اختيارنا على أساس من الكفاءة والخبرة والمرشح الذي يملك برنامجا انتخابيا قابلا للتطبيق بعد نجاحه، فلا نريد (شعارات ومزايدات) فما عدنا نطرب للوعود المعسولة، ولا نريد مرشحا يلوح (بتمشية) معاملات مخالفة للقانون!
لقد آن الأوان أن نزيل المقولة (الحكومة أبخص) في قضية الخدمات الحكومية، فالكل سواسية أمام مسطرة القانون، وما يقوم به المرشح والنائب الذي يملك خطوطا خضراء بكسر القوانين أمر نرفضه، فنحن في مجتمع يفترض أن يتحضر خلاص (القيم أُوفر) الناس وعت وفهمت اللعبة!
نريد نائبا سياسيا مشرعا للقوانين ملتزما بتطبيق القانون لا كسره وفق المقولة: يصير خير!
قال الشاعر:
لكل شيء آفة من جنسه
حتى الحديد سطا عليه المبردُ
وأنا أمرُّ في الشوارع وأشاهد صور المرشحين والمرشحات أشوف إعلاناتهم أقول في نفسي هل المطلوب (مرشح ملك للجمال)!
صور وفناتق مكياج وإعلانات مكلفة والناخب يريد مرشحا له مواصفات معينة! هذه ميزانيات ضخمة ما أحوج الفقراء لها!
٭ ومضة: في النظم الديموقراطية التي فيها نظام الأحزاب تكون دائما عملية اختيار الناخبين على أساس البرامج الانتخابية للمجموعة وليس الفرد أي (انتخاب قائمة)، طبعا هذا أفضل من مرشح يطرح كل القضايا ولا يجد من يؤازره في تحقيق برنامجه الانتخابي!
اليوم نملك العديد من الشباب الذين يحللون الانتخابات، لكننا جميعا نتفق على أننا فقدنا علما ورمزا غيبه الموت الأخ الدكتور أحمد الربعي - أبا قتيبة - لقدرته الفائقة في التحليل المقنع، ونأمل أن نرى تلامذته في الساحة يملأون مقعده الخالي الآن!
٭ آخر الكلام: في هذه الانتخابات حرمت الكورونا (كوفيد ـ 19) المرشحات النساء من زيارة الدواوين، وعليه هناك ضرورة لتعويض هذا الأمر عبر المنصات والرسائل القصيرة، وهذا الميدان يا حميدان شلون توصل للناخب؟
٭ زبدة الحچي: سيأتي يوم يصوِّت فيه الكويتي للقائمة وليس للفرد الواحد، وسيظهر جيل قادم لن يشارك في التشاورية والفرعية ولا يقبل بالرشاوى ويقدم مصلحة الكويت فوق أي اعتبار وفق النظام الديموقراطي والدستور!
وقد يأتي يوم يوصل المجلس خمسون عضوا معارضا!
وسيظل صراع الحق والباطل سنة لا تتخلف إلى قيام الساعة!
وسيأتي يوم لن تجد شعار: القوي الأمين، لأن كل الذين نزلوا هم من هذه الفئة من الصقور الذين يرفعون شعار: القوي الأمين نظيف اليد والذمة!
سيأتي يوم على هذا الشعب ويُحسن اختيار نوابه الـ 50 عضوا!
تفاءلوا.. الإصلاح الحقيقي يحتاج الى تنمية في الثقافة البرلمانية الكويتية، ارجعوا إلى المضابط.
في أمان الله..