[email protected]
اللهم وفقنا في اختيار الأتقياء وجنبنا اختيار الطالحين!
يقول العم عبداللطيف محمد ثنيان الغانم.. أول رئيس لأول مجلس تأسيسي للزميل الأخ يوسف شهاب في كتابه القيم «رجال في تاريخ الكويت»: الذي أوده وألح فيه بالرجاء أن تكتب كل ما أسرد لك للأمانة التاريخية دون حذف أو إضافة، لأنني لست من الذين يسعون إلى تغيير واقع التاريخ أو حقائقه!
لقد دخلت ميدان العمل السياسي مع بداية أحداث المجلس التشريعي 1938 وانتخبت عضوا فيه حتى كانت نهايته (الحل) بعد الذي حدث في ذلك العام.
ويضيف بعد توقف: بالمناسبة كان حل هذا المجلس في 21 ديسمبر 1938م.
ويواصل يوسف الشهاب أسئلته وتأتي الردود من العم عبداللطيف محمد ثنيان الغانم.
بالمناسبة.. من هم أعضاء المجلس؟
يقول: كنا 14 عضوا برئاسة المغفور له الشيخ عبدالله السالم الذي ترأس أول جلسة للمجلس في الثامن من يوليو 1938، أما الأعضاء فهم: حمد داود المرزوق، عبدالله الحمد الصقر، والشيخ يوسف بن عيسى، مشاري الحسن البدر، يوسف صالح الحميضي، يوسف المرزوق، مشعان الخضير الخالد، محمد شاهين الغانم، خالد عبداللطيف الحمد، سلطان إبراهيم الكليب، سيد علي سيد سليمان، صالح عثمان الراشد، سليمان خالد العدساني، وأنا الذي أمامك الآن.
وهل أعيد المجلس بعد الحل؟
نعم.. لقد أعيد المجلس مرة أخرى بعد انتخابات جرت في هذا الشأن في 27 ديسمبر 1938، وكان عدد الأعضاء هذه المرة 21 عضوا، لكنه لم يسمح له بمزاولة العمل الملقى على عاتقه لأنه كان يضم نفس أعضاء المجلس المنحل، ونتيجة لمنعه من مزاولة أعماله، تأزمت الأمور وحدثت الأحداث التي شهدها البلد في ذلك الوقت والتي قتل فيها محمد المنيس، محمد القطامي، وألقي القبض على خمسة أعضاء من المجلس الذين رأت السلطة أن وجودهم خارج السجن يؤثر على سياستها.
ويضيف وهو يتناول القهوة: أدخلنا السجن وقضينا فيه أربع سنوات وثلاثة أشهر وثلاثة عشر يوما، ولم يفرج عنا إلا عند نهاية الحرب الثانية، حيث تعرضت السياسة الإنجليزية لبعض التغيير تجاه البلدان التي تخضع تحت سيطرتها.
وأقول لك إن الذين دخلوا السجن كانوا خمسة أعضاء أنا أحدهم ثم صالح العثمان الراشد، وسيد علي سيد سليمان، وسليمان العدساني ومشعان الخضير، وتاريخ القبض كان في 25 مارس 1939م.
هذه جزئية بسيطة من تاريخ عريق وحافل بالأحداث والمواقف لرجالات الكويت الحقيقيين سجلها التاريخ لهم وسيظل الشعب الكويتي يذكرها جيلا عبر جيل في دفاعه عن الدستور والمكاسب الديموقراطية، وكانوا بحق رجالا مثلوا شعبهم بصدق وأمانة، وكانت مضابطهم كلها حوارات مستنيرة وحكمة في اتخاذ القرار.. فيا ربنا ارحمهم وأوسع مدخلهم، وأكرم نزلهم وارزقهم الجنة جميعا.
٭ ومضة: 82 عاما مرت على ديموقراطية الكويت وعيالنا اليوم لم يشاهدوا أداء الرجال العظام الأخيار الذين دخلوا هذه المجالس ومثلما دخلوا خرجوا أصحاب أياد وذمم بيضاء، رحمهم الله جميعا.
أتمنى على تلفزيون الكويت والإذاعة عمل برامج توثيقية تعرض سير هؤلاء (العمالقة) الذين تشهد لهم المضابط من الشخصيات الكويتية البرلمانية، لأن في إذاعة ونشر سيرتهم يقارن عيالنا بين القدامى والحاليين!
٭ آخر الكلام: مازلت أنا وجيلي المخضرم نحلم بممارسة ديموقراطية برلمانية تحقق أحلامنا بأن يكون عضو مجلس الأمة المنتخب رجلا برلمانيا ومحاميا عن حقوق الشعب ومصالحه.
أقول لكل الإخوة والأخوات الذين بعثوا لي إيميلات يسألونني عن موقفي من الأحزاب بأنني الآن ضد الأحزاب مع علمي الأكيد أن لا ديموقراطية دون أحزاب، لكن الكويت لا تتحمل وجود أحزاب تتطاحن، فيكفي ما نحن فيه، وآن الأوان أن يُدرَّس الدستور الكويتي كمقرر إجباري إلزامي لطلبة المدارس والجامعات حتى نخرّج مواطنا يفهم حقوقه وواجباته.
٭ زبدة الحچي: من الرجال العظماء في تاريخ الكويت ومجلس الأمة العم محمد يوسف العدساني الذي دخل انتخابات مجلس الأمة كمرشح مستقل عن دائرة كيفان، وكان الثالث بين الفائزين الخمسة، لكنه قدم استقالته بعد ذلك بسبب الظروف التي أحاطت بالانتخابات (وسُميت سنة التزوير) ومارس أعمالا أخرى منها العمل الديبلوماسي والتوزير لأكثر من وزارة، وفي عام 1981 نزل الانتخابات بعد توقف الحياة النيابية لمدة خمس سنوات في الدائرة السابعة بكيفان، وليحصل على المركز الأول بـ 489 صوتا، والثاني الأخ جاسم العون في المركز الثاني، وفي هذا المجلس انتخب رئيسا والعم أحمد السعدون نائبا للرئيس.
من حق القارئ أن يعرف من قدم استقالته في انتخابات 1967 احتجاجا على التزوير والتلاعب بالنتائج، وكانوا سبعة هم: محمد الخرافي، راشد الفرحان، عبدالعزيز الصقر، خالد المسعود، علي العمر، عبدالرزاق الخالد، وطبعا العم محمد يوسف العدساني.
هؤلاء هم من نفخر بهم يا سادة ويا شباب ويا ناخبين، كلهم يرفعون الرأس والوقوف لهم احتراما!
في أمان الله.