[email protected]
على ألسنة الكويتيين كلمات عجيبة قديمة تخص كلمات الحظ والبخت والنصيب والفال.. ولا يزال جيلي المخضرم يحسبون حسابها ويعتقدون أيضا أن الحظ إذا قام قام!
بمعنى أن هناك محظوظين وآخرين قبس! أي غير محظوظين وحظهم فقر في فقر، ومشاكل لا تنتهي هم رداية حظ!
وبعضهم زيادة في التشاؤم يسمي هؤلاء سيئي الحظ (طايحين البخت)، والبعض حين يريد توجيه إهانة لأحد من الناس يقول له: (طاح حظك) أو (طاح بختك)، وعند اللوم الشديد يقال (يا طايح البخت) أو (يا نايم الحظ)، كما يسمى من يلازمه الحظ في كل مرة (حظيظ أو محظوظ)، ولهذا نسمع أحيانا يتردد مثلنا الشعبي العتيد فيقال: «حظه يكسر الصخر»!
إذن، الدنيا كما يقولون حظوظ وبعضهم عندما يتفاءل بشخص يقول له: (اتباخت فيك) بمعنى نتفاءل ببختك وحظك!
وكثيرا ما نسمع: يا بخته ويا بختها، حتى وصل الأمر إلى أن يحسد من يموت ليلة الجمعة فيقال فيه: (بخت عينه مات ليلة الجمعة).. عجيب أمر أهل الكويت، الرزاق بالسماء والحاسد بالأرض!
هذه المقدمة الطويلة أقولها بعد أن جلست مع اثنين في عمر الورد ولكل منهما طلب وأمنية وحلم!
لطفي.. ولد على أرض الكويت وعاش فيها وعلى مشارف الـ 50 عاما صدمني بخوفه الشديد أن يصــل عمره الى الـ 60 عاما ويقولون له تفضل الكويت لا تبقي من هم في الـ 60 عاما، يقول: وهل تبقى السمكة حية إذا أخرجتها من الماء؟!
قلت له وحاورته: من قال لك هذا الكلام؟ وإذا طُبق فلن يكون بهذا السوء الذي يروج له البعض، فالكويت بلد الإنسانية ونعلم أن هناك شرفاء أمثالك ولدوا وكبروا ودرسوا وعلموا وشابوا في الكويت دون صحيفة جنائية، هذا يُكرم لا يُطرد! وتفاءل خيرا وعش حياتك والله سبحانه يرزقك وأمثالك الطمأنينة والسكينة، ومقدر حبكم لبلدكم الكويت وأمثالك يستاهلون الإقامة الدائمة لأنك كويتي بحبك للكويت انتماءً وليس لهذا الحب جنسية يا عزيزي.
أما ابني الثاني.. فأقول له: يا علي تحلم بالمدينة الفاضلة الكويت، أبشرك نحن اليوم نعيش عهدا ميمونا جديدا، لاحظ القرارات التي تصدر كلها حكمة بشخوصها لتطبيق شعار «الرجل المناسب في المكان المناسب» دون مجاملات أو محسوبيات، وأنا معك أيضا أحلم برئيس ومجلس أمة يشرع للبلد، ويكون من المخلصين الذين أياديهم بيضاء وذممهم نظيفة ويمارسون أدوارهم كمشرّعين ومراقبين لا مندوبين.
يا علي، لنتفاءل فالقادم ربما يكون أجمل، وما نحتاج اليه هو قرار ضرورة ضرورة يعطينا الحق في التصويت صوتين ويغير خريطة توزيع المناطق حتى تنكسر حسبة الأصوات وتتداخل مع التوزيع الجديد، وهذا أمر مقدور عليه عند ولي الأمر متى ما شاء، وليس بالضرورة هذه الانتخابات لننتظر إفرازات الصوت الواحد المجربة التي سقتنا العلقم.
هذان شابان في مقتبل عمريهما، كل منهما له أمنيته ومبتغاه، ويبقى الاعتقاد بالحظ والبخت والنصيب والفال.٭ ومضة: يا لطفي.. مثلنا الشعبي يقول: إن قام حظك باع لك واشترى لك، وإن قعد حظك واعزتالك!
وانت يا ابني علي، قال شاعرنا الشعبي:
شقول يا أهل الهوى شقول
هذا نصيبي من الخلاني
ويبقى السؤال يا علي ويا لطفي: (الفال صاچ والا چاذب)؟٭ آخر الكلام: في القديم كانت نسوة الكويت يؤمن بالفال وهو عبارة عن سبعة رؤوس من الزبابيط البحرية، وهي أنواع من القواقع، حيث كن يلون بعضها باللون الأزرق أو الشذري، وتعتقد بعض النسوة كثيرا (بكت الفال)، ويعتبرنه مرشدا لهن في اكتشاف المستقبل وحل عقدهن والتنبؤ بما سيحدث لهن، إلى آخر ما قيل من الأوهام والخرافات، وبعض النسوة العاقلات يعتبرنه تسلية ولهوا بريئا وقتلا لوقت الفراغ.. ولهذا أدعوكن إلى بيتي ولبس القفازات والكمامات وأكت لكم فال.٭ زبدة الحچي: كل الشكر والتقدير لمن يعطي من المسؤولين هؤلاء الناس ما يزيل مخاوفهم، وأنا عرضت عليكم واحدا غير كويتي وآخر كويتيا وكلاهما خائف من قادمات الأيام.
لا داعي للذعر ما دام هناك موزع للأرزاق والنصيب، وعلينا أن نتفاءل كثيرا بالعهد الميمون، فالكويت بيد النواف والمشعل، أمد الله في عمريهما بصحة وكل الخير بقبال إن شاء الله. كم مرة أسرح وأنا أكتب وأتخيل خروج المارد من القمقم، وهو يقول لي: (شبيك لبيك اطلب ما تشاء وستجده منفذا رهن إشارتك)، لكنني أصحو من جديد لأمارس حياتي وأنشر التفاؤل لأنني من داخل سريرتي أعرف أن مشاعر الناس صادقة.. ولندعهم على الأقل يحلمون!
في أمان الله..