[email protected]
الإصدار الذي خرج إلى النور عن مدينة الكويت القديمة من رحم مركز البحوث والدراسات الكويتية برئاسة د.عبدالله يوسف الغنيم، معالم مدينة الكويت القديمة، الجزء الأول «نواة مدينة الكويت القديمة»، إصدار يستحق منا جميعا كمواطنين ان نشكره وفريق العمل الذين انجزوا لنا (مؤلفا مرجعا موثوقا) عن معالم مدينة الكويت القديمة، وأسطر أسماءهم لعظم الفائدة من وراء هذا المؤلف القيم والذي سيحفظ للأجيال الحالية واللاحقة ممن لم ير مدينة الكويت القديمة المكان الذي عاش فيه الآباء والأجداد، وكيف كانت معيشتهم وما تكبدوه من ضنك العيش والسعي في طلب الرزق، خاصة أن الكويت لها جذور تاريخية ضاربة في القدم تمتد لأكثر من ثلاثة قرون وتتميز بموقعها الجغرافي المطل على الخليج العربي والذي جعل منها مركزا تجاريا مهما بين الشرق والغرب ولتكون اليوم (عروس المدن العربية) بكل إرثها التاريخي وارتباط شعبها بالأسرة الحاكمة مما يشهد على عظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
شكراً كبيرة للنوخذة د.عبدالله يوسف الغنيم وفريق العمل الانكشاري: م.صلاح علي الفاضل، د.فهد علي الشعلة، أ.د.وليد عبدالله المنيس، د.مها سعد الفرج، فهد غازي العبدالجليل، د.فيصل عادل الوزان.
بعد أن قرأت هذا المؤلف المخطوط القيم ارى على الدولة ان تحوله الى (بانوراما) تجسد كل هذه المعلومات ليكون ضمن الأماكن السياحية والتراثية لزوار الكويت وأجيالنا الآن واللاحقين إن شاء الله.
٭ ومضة: الكتاب التاريخي له تصدير ومقدمة ومصطلحات عمرانية لمدينة الكويت القديمة خاصة المساجد والمحلة.
خبرة وحرفية د.عبدالله يوسف الغنيم تجلت في هذا المؤلف القيم الذي يأخذك الى احياء وبيوت وأزقة وأسواق وأسوار وآبار الكويت القديمة.
الكتاب ينقلك الى داخل اسوار الكويت عبر التاريخ ومنذ السور الثالث الذي تم إنشاؤه سنة 1920 قد ازيلت معالمه ضمن سلسلة عمليات الهدم وإعادة البناء من أجل تطوير المدينة وتحديثها والتي بدأت منذ تصدير النفط وبداية التثمين في أواخر الاربعينيات.
روعة الإصدار جعلتني احلّق مع نقلات الكتاب وكأنني في بانوراما حقيقية تأخذني الى البيوت الطينية وأقدم المساجد والشوارع والسكك والفرجان والمراسي والنقع وسور الكويت وأبواب الخشب، وذيك الأبوام والسفن والمراكب الطارحة في النقع والبنادر وبيوت الشعر والصحراء القاحلة.
الكتاب غزير في معلوماته ووثائقه وصوره التي تذكرك بمساجد الكويت القديمة والأماكن والمباني والبيوت الملاصقة والحواري والسكك، وسيرة اسر وعوائل الكويت الكرام آنذاك، خاصة الاسر التي لم يعد لها وجود في الوقت الحاضر نتيجة وقوعها ضحية الأوبئة والجائحات والحوادث التي تعرضت لها الكويت خلال القرنين الماضيين.
٭ آخر الكلام: حسناً فعل الفريق في الرجوع الى ما كتبه بحاث الكويت والمؤرخون عن الكويت مثل الاستاذ محمد عبدالهادي جمال - د.وليد المنيس - باسم اللوغاني - جاسم بن سلامة - محمد سليمان الفهيد - فهد الجابر - عدنان سالم الرومي - الأستاذ خالد سالم محمد - الاستاذ عادل السعدون - أ.سلطان الباهلي - أحمد العدواني - د.عبدالمطلب البلام وغيرهم.
٭ زبدة الحچي: عزيزي القارئ لك أن تتخيل عندما يتحول هذا المؤلف الى (بانوراما) حقيقية على مستوى عالٍ من الجودة بإشراف شركة عالمية تحفظ لنا هذا التاريخ مصورا ومجسدا ينقلك عبر التاريخ الى مدينة الكويت القديمة، ولتشاهد معالم وقرى الكويت القديمة التي عرّفها الرحالة القدماء المستكشفون باسم القرين.
ويبقى التاريخ شاهدا على اهمية الوثائق العدسانية التي حفظت لنا تاريخ الكويت وبينت لنا بجلاء دور هذه الاسرة العريقة التي كان منها سبعة قضاة حفظوا لنا وللأجيال القادمة درراً نفيسة للبحث والاستقصاء والمعلومات.
تبقى مناشدتي الاخيرة الى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بأن يتبنى هذا الكتاب القيم ليحوله الى (بانوراما) حقيقية مجسدة بالصوت والصورة والكيان ليرى هذا الجيل تاريخه ولنحفظ للجيل اللاحق القادم هويته الكويتية.
د.عبدالله يوسف الغنيم انت وفريقك تستاهلون التحية والشكر والتقدير على هذا الانجاز التاريخي الموثّق، وبارك الله في جهودكم المشكورة، وبيّض الله وجوهكم ايها الاخيار الذين احسنتم في الطرح والانجاز في هذا العمل الوطني الجبار.
في أمان الله..