[email protected]
حرّني، حرق دمي، نرفزني، عصبني، طلعني من طوري!
الكويتي العتيچ عندما يقول لك شفت الشعب الفلاني ترى صچ ملعون أبوخيره!
أي خلاص شعب متعب منتهي متشلخ ملعون أبوخيره!
وعندما تسمع مواطناً يقول: (ملعون أبوخيري)!
فهذا يعني أن المواطن حاله حال الشعب (ملعون أبوخيره) بعد خلاص خلص خيره ما فيه (بنزين) يكمل!
ولا يقصد هنا (خيري) الاسم! أي لا يقصد أبداً (خيري ملعون خيره)!
نعرف أن الشعب المصري العزيز فيهم ملايين اسمهم خيري!
البداية كلها كلمات من الكويتي وغير الكويتي وهي تعبر عن الغنى والشقى والتعب!
في الكويت من رحم تداعيات ومأساة القرن ولد عبدالعزيز النصار عام 1990م وهو بلا شك من النجوم الواعدين الذين يعملون اليوم بجد واجتهاد في المشهد الكويتي وآخر عمل له الآن (مواطن ملعون أبوخيري)!
واستطاع ابني الغالي عبدالعزيز النصار أن يحصد النجومية عن جدارة لقدرته الكبيرة في صنع الابتسامة على محيا (المواطن الكويتي) الدايخ والتعبان مع تسلسل الأحداث الوطنية وروعة عبدالعزيز النصار وأيضا ابني الغالي أحمد العوضي أن يشكلا فريقا من الكوميديا الواقعية!
في الكويت هناك مفردات متقاربة مثل ما يقول الكويتي المبهور (يلعن خيره)!
وكلها لافتة للنظر أو للمدح أو للشتم أيضا مثل (اذلف لا ألعن أبوخيرك)! وهي معناها اذهب لا أقاتلك وأحاربك وأدوس بطنك!
على العموم (اللعن) مصطلح لغوي منهي عن استعماله لأن اللعن طرد من رحمة الله ومن الخير، وكما نعرف الخير ضد الشر.
في مجتمعنا نستخدم (يلعن خيره - ياهم ملعون خيرهم - أعتقد هنا المقصود بها الكويتي لأنه يعاني من الحسد وكثرة اللعن)!
كلنا نقول: يلعن خيره!
وهنا لاعن وملعون، وهذه الكلمة منهي عنها. قرأت في سنن أبي داود عن أم الدرداء قالت: سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط الى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا، فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن فإن كان لذلك أهلا وإلا رجعت إلى قائلها» حسّنه الألباني.
واضح أن ابنيّ عبدالعزيز النصار والمؤلف الكاتب أحمد العوضي إنما استمدا (مواطن ملعون أبوخيري) من وحي جائحة كورونا كوفيد-21م، وهكذا وجدت المنصات والمغردون نصا جميلا وممثلا واعدا، فتم تداول الأمر على أوسع نطاق في قالب كوميدي أبدع وتألق به النجم الصاعد عبدالعزيز النصار وإخراج المتألق محمد الحملي.
٭ ومضة: ونحن نقول المطلوب مؤلف يتناول قضايا المواطن الكويتي، فالصرخة اطلعت إلى سمو الرئيس فكل قضايا المواطن والوطن معطلة، وإليكم المشهد (المواطن ملعون خيره في كل يوم في حلبة دوارة تبدأ بالقضية الإسكانية، التعليم، ارتفاع الأسعار، الصحة، البطالة، البدون، الفساد، المرور، تجار الإقامة، تطوير البنية التحتية، الوحدة الوطنية، الشهادات المزورة، المتقاعدون، حماية المال العام، الإعلام، قضايا الشباب والرياضة، الاقتصاد).
٭ آخر الكلام: المزاج الشعبي (صفر) سببه منغصات حكومية وبرلمانية وليس السبب الديموقراطية أبدا، أبدا، أبدا!
الخدمات العامة تتراجع، صورة الكويت مع كثرة أخبار غسيل الأموال وغيرها من كل أنواع الفساد تحتاج الى وقفة جادة لا يلعن أبوخيرنا أكثر!
٭ زبدة الحچي: أولويات المواطنين في مهب الوعود مثلما هي في تخدير (عيالنا في الصف الأول) الأبطال الصابرين على الوعود!
كرهنا عبارة مس (جيب المواطن)، فوالله كل يوم المواطن يضغط ونشوف القرارات بعيدة عن نبض الشارع! نبي نغير عبارة (مواطن ملعون خيره) إلى حكومة وبرلمان يعرفون تغليب المصلحة العامة!
ضاعت أحلامنا وأولوياتنا!
قلت حق أبوشميس وهو يمثل المواطن الكويتي بكل أطيافه وأحلامه وطموحاتنا، ما رأيك شلحل؟
نظر في أفق البحر الذي كنا نجلس أمام ساحله قائلا: قوم خل ندخل داخل (لعن أبوخيرنا البرد والتلوث)!
فقلت: أي تلوث يا خالد؟!
فقال: إذا كل هالفساد والتلوث وتسألني؟!
والتفت إليَّ ووجهه عابس: ما الحل.. أشر علينا؟
فقلت: التمسك والعمل بالدستور والديموقراطية وتطبيق القانون في كل قضايا الفساد وبلا تردد وعلى الكل ووقف هذه القرارات التي يتضرر منها المواطن والوافد، على حد سواء، على مدى ساعات دفعوا لشركات الطيران ودفعوا للفنادق (مسؤولية مَن هذا؟).. إنه التخبط واللامسؤولية تجاه مصلحة البلاد والعباد.
في أمان الله..