[email protected]
هي مقالات نُشرت في الزميلة «النهار» على مدى أربعين أسبوعا كتبها المؤلِّف المبدع دائما أستاذي د.يعقوب يوسف الغنيم، هذا المربي المثقف الشاعر والأديب والمؤرخ، وسيرى القارئ في مقالي أنني تعبت في تلخيص كتاب الأمالي الكويتية لكثرة موضوعاته ومعلوماته وأشعاره وذكر الأماكن والأشخاص مما كان يمليه بعض علماء العربية الأوائل على طلبة العلم، وأذكر هنا مجموعة من هذه الكتب التي تضم إملاءات أولئك العلماء الأفذاذ:
1 - كتاب أمالي أبي علي القالي.
2 - كتاب أمالي الشريف المرتضى.
3 - كتاب أمالي ابن دريد.
4 - كتاب أمالي الزجاجي.
هذه نقطة من بحر الاملاءات التي كونت كتبا لعلماء اختصوا بالحديث والتفسير والفقه ثم تحولوا بالتدريج الى موضوعات أخرى منها الشعر والتاريخ وغير ذلك من الفنون الأدبية.
لله دره (أبا أوس) في هذا الكتاب المرجع للإملاءات استطاع أن يختصر كل هذه الموضوعات والشخوص
ليحكي لنا قصصا من ماضي أهلنا وعاداتهم وتقاليدهم، إنها أمالي اليوم التي تختلف عن أمالي الأمس بحكم اختلاف الزمان.
الأمالي الكويتية فكرة تبناها د.يعقوب يوسف الغنيم وبعض من جيله الذين وجدوا أنفسهم في حاجة الى مزيد من المعلومات عن وطنهم وعن أهلهم وهم يعيشون في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن الماضي.
كانت المصادر حينذاك شحيحة، كما أن الوصول الى من يعلمونهم كان أمرا غاية في الصعوبة بسبب أولا صغر سنهم ثم عدم توافر سبل الحصول على المعلومات مثل اليوم في بلاط المحتكر (قوقل)!
كانوا يجتمعون ثم يدعون أحد الملمين بما هم في حاجة الى معرفته، فيقوم بإملاء المعلومات عليهم مع الحرص على تسجيل هذا اللقاء كتابيا، إنه عمل فيه مشقة على المملي، ولكنهم نجحوا مع أساتذتهم الذين سهلوا لهم إيصال المعلومات بواسطة الإملاء، ومن أبرز هؤلاء الأساتذة:
1 - العم عبداللطيف عبدالرزاق الديين.
2 - العم محمد حمد الفوزان.
3 - العم جاسم الخشتي.
4 - العم سليم بن سالم.
قد بلغ عدد الجلسات أربعين جلسة ولكل جلسة ما يشبه المحضر تنشره تباعا.
ثم يذكر د.يعقوب يوسف الغنيم أنموذجا لما ورد في واحد من كتب الأمالي لتتضح الصورة لقارئ المقال، وقد عرض سيرة العالم المشهور أبوبكر بن دريد في هذه الأملية.
ما ينبغي أن يعلمه القارئ الكريم أن هذه الإملاءات القيمة أو الحديثة والتي حوت ذكر الأفراد مرتبط بالزمن الماضي، وأعمال البلاد والأشخاص قد تنوعت فيما بعد، ولكن هذا الذي حدث فيما بعد كان في علم الغيب في وقت الإملاء، فلا يظن أحد أن في الأمر تقصيرا وعجزا عن ملاحقة الزمن، ولعل ذلك واضح في الفقرات مع ملاحظة أن الأمالي صار مصطلحا مدونا في الأدب العربي القديم ما بين العالم الأستاذ وطلبته المقبلين على اكتساب علمه.
يبقى أن (الأمالي) مردها من لفظ الإملاء، حيث كان العالم يجلس مع تلاميذه ومعهم أوراقهم ومحابرهم فيتكلم بما يريد أن يوصله إليهم من علم، ثم يقوم التلاميذ بكتابة ما يسمعونه من شيخهم.
إن مجالس العلم عبر العصور ووجود طلبة العلم وفّر للمكتبة العربية المزيد من هذه الإملاءات القيمة وهي رائعة من تحويل الحالة الورقية إلى حالة ذهنية فكرية معلوماتية، فهؤلاء والله (قمم) وعباقرة في كيفية إيصال المعلومة ورصدها في وقتها وزمانها ومعها كل ما يلزم من التحليل الوافي لها في أدب يلمسه القارئ وجودة في الاختيار وروح الأديب ودقة العالم.
لقد حول هؤلاء الجهابذة ومنهم أستاذنا القدير د.يعقوب يوسف الغنيم هذه النماذج الأدبية المعروفة في أدبنا إلى كتب، ولعل كتابنا اليوم «الأمالي الكويتية» إضافة إلى ما سبق من هذه الكتب العربية القديمة.
٭ ومضة: الكتاب الاملائي الذي أنا بصدد عرضه عليكم اليوم يحتاج الى مساحات ورقية، فالمؤلف الباحث (أبا أوس) قد رصد إملاءات مجموعة من أهل الكويت بأزمانهم وحوّل محاضرهم الى نبع لا ينقطع من المعلومات، ومنهم: (عبداللطيف الديين - جاسم الخشتي - سليم بن سالم - محمد حمد الفوزان - عبدالرحمن عبدالملك).
واضح لي من قراءة الكتاب أن الأمالي الكويتية حينذاك كانت تهتم بتعليم الفتيان وتطوير معلوماتهم وحثهم على الاستزادة من المعرفة بتاريخ وطنهم.
٭ آخر الكلام: اعتمد العلماء العرب القدامى في إملاءاتهم على السؤال والجواب والتوسع في النقاش ما أمكن، وهذا ما حدث في الكويت وتكرر وقام عدد من العلماء البحاث الذين يملكون العلم والمعرفة باحتضان مجاميع شبابية ليعطوهم من علمهم للإحاطة بتاريخ الوطن وأمور حياتهم الدينية والدنيوية.
٭ زبدة الحچي: شكراً لأستاذي د.يعقوب يوسف الغنيم على هذا المؤلَّف القيم الذي أغنى به المكتبة الكويتية لما فيه من دلالة تثقيف لأبناء هذا الجيل الواعد وهم في مقتبل أعمارهم.
أيام وسنوات نشر الأمالي في الزمن الجميل كان الأمر في وقته مبهرا كما تفعل الشبكة العنكبوتية هذه الأيام!
ما أحلى (الأمالي) التي نبهها لنا د.أبا أوس، فالكل يستطيع الرجوع لها لقراءتها والاستفادة منها متى شاء حتى تعم الفائدة.. شكرا للدكتور يعقوب يوسف الغنيم وإملاءاته.
في أمان الله..