[email protected]
الدكتور مرزوق يوسف الغنيم (أبو عيسى) يكرمنا والقراء الكرام بين الفترة والأخرى برشاقة قلمه وغزير معلوماته وخفة ظله، فهو يملك للأمانة مجموعة من الخصال الإنسانية التي تبهرك، فهو في التربية علم من الأعلام، وفي الأدب والشعر والثقافة والتاريخ والأصول واللهجة الكويتية مرجع، وهو (موسوعة) كويتية تكمل عقد أبناء ثلاثية العم يوسف الغنيم، طيب الله ثراه ومثواه، وهم أساتذتنا (د.يعقوب ود.عبدالله)، حفظهم الله.
اليوم د.مرزوق يوسف الغنيم فرض نفسه بخلقه وعلمه ليحدثنا عن البراجم وهي: (الثنايا والمفاصل التي تظهر على ظهر الأصابع)، وقد حثنا الإسلام على تنظيفها والاعتناء بها جيدا وفقا لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أوصى بغسلها عند الوضوء.
أترككم مع د.مرزوق الغنيم وكورونا والبراجم!
«حصلنا خلال عام كامل على معلومات كثيرة عن فيروس كورونا، وعلمنا أنه فيروس يتبدل كل فترة بما يسمى بالتنسخ، وانه يتغير عن طريق ما يسمى بالطفرات، ما يؤدي الى تغير في خصائصه، فهو ليس بالجديد، بل الجديد هو فيروس كورونا - 19، الذي سبب مرض كوفيد - 19، وهو المرض الذي تحاربه كل دول العالم منذ أكثر من سنة، حيث تم الكشف عنه في أواخر عام 2019م، ولذلك نُسب اسمه الى ذلك العام، وبذلك أصبح اسمه كورونا - 19.
هذا الفيروس سبب إزعاجا كبيرا ليس بالمرض فقط، ولكنه أيضا أثر سلبا على العلاقات الاجتماعية مما أدى إلى وصول ضرره للأنشطة الاقتصادية. قال لنا المختصون إن أول وسيلة لمكافحة هذا الفيروس هو التباعد الاجتماعي، أصبحت بذلك لقاءاتنا الرسمية افتراضية، ولقاءاتنا الشخصية التباعد قدر الإمكان مع لبس الكمامات، أغلقت المدارس للمحافظة على الطلاب وبعد ذلك أغلقت المساجد، ثم فتحت مع شرط التباعد بين المصلين، وهذا يعد أفضل من إغلاقها، مع أن سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول في حديثه الشريف والذي رواه أبوداود والنسائي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رُصُوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق». تباعدنا عند أداء صلاتنا لأن الحذر من العدوى مُقدَّم لحفظ صحة الإنسان، وأصبح سلامنا عن بُعد دون مصافحة، وابتكرت طريقة جديدة بين الناس للمصافحة وهي تلاقي الكفين وهما منقبضان باعتبار أن راحة اليد تلامس أسطح كثيرة، وبذلك تصبح ملوثة ومن الممكن أن ينتقل الفيروس من خلالها.
عنواني هو «كورونا والبراجم».. فما البراجم؟ عندما ننظر الى ظاهر كف الإنسان نجد أن بين الأصابع ثنايا ومفاصل، هذه هي البراجم، ومفردها «برجمة»، وتعد هذه المناطق أو هذه البراجم مناطق تتجمع فيها الأوساخ والتربة وكثير من الفطريات والبكتيريا، والغريب أنه في السُنة الشريفة أمرنا نبينا الكريم بالحرص على غسل البراجم، يقول صلى الله عليه وسلم: «عشرة من الفطرة: قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظافر وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء (يعني الاستنجاء)»، هذه سنن الفطرة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وهي من الضروريات التي يجب أن نعرفها ونفهمها... نظافة البراجم جاءت في هذا الحديث الشريف مع أشياء أخرى مثل الاستنجاء وقص الأظافر، وهذا يعني أنها منطقة تجمع الأوساخ وتنظيفها لا يقل عن ضرورة تنظيف ما سبقها. إذن فنظافة البراجم من الفطرة ومن الدين.
ابتعد كثير من الناس عن المصافحة والسلام بالأيدي للوقاية، ولا يعلمون أنهم يستعملون «براجمهم» للسلام على الآخرين، وبذلك أصبح تبادل الفيروسات والبكتيريا والفطريات أكثر سهولة من انتقالها عن طريق المصافحة، في اعتقادي أنه في هذه الظروف التي نعيشها يجب الاكتفاء بكلمات: السلام عليكم، والرد بمثلها أو أحسن منها، وفي هذا وقاية للجميع».
شكراً كبيرة لأستاذي د.مرزوق الغنيم، على هذا الكم من المعلومات، بوعيسى مشكور، ماقصرت، وبيض الله وجهك.
في أمان الله..