[email protected]
في عهد (أبو الدستور) الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله، أعلن قانون الانتخابات والمجلس التأسيسي لتجرى الانتخابات في 30 ديسمبر 1961 لتبدأ في الكويت مرحلة جديدة من ممارسة الديموقراطية الوليدة في بلدنا الحبيب وبالتالي عاش الشعب الكويتي العزيز ذيك المرحلة بكل تبعاتها الحلوة والمرة وما سعى إليه نواب الأمة من إصلاحات داخل المجلس وما جرى من استقالات وطعن في نتائج الانتخابات عام 1967 وما عاشته تجربتنا الديموقراطية من تطورات ومنها لجنة النظر في تنقيح الدستور ثم عودة الحياة البرلمانية في عام 1981 لتعرض الحكومة على المجلس قضية تنقيح الدستور ثم تسحب اقتراحاتها بعدما لاقت الرفض البرلماني والشعبي.
لا شك أن الدول المحيطة بالكويت اليوم تناظر هذه التجربة العريقة والمتنوعة والمتعددة أولها المجلس التأسيسي بعشرين نائبا واليوم خمسين نائبا من خلال الدوائر الانتخابية وهي الخمس والعشرون دائرة ثم هي اليوم بالصوت الواحد متأثرة بجملة من العوامل الداخلية والخارجية.
ورغم مرور مجاميع من المشاعر المضطربة، إلا أن هذه التجربة تبقى في نظر أهل الكويت.. عضوا على حريتكم بالنواجذ.
وفي ذاكرة الشعب الكويتي الأبيّ صور مختلفة لمن يرغب أو يخطط للإساءة الى العمل البرلماني وتشويه هذه الديموقراطية بأشكال مختلفة وهذه الصور والمشاكل ليست خاصة بالكويت، بل في معظم ديموقراطيات العالم، وبالأمس في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب رأينا صفوف المعارضين تقتحم الكونغرس في واشنطن!
الشعوب المتقدمة هي من تختار ممثليها على أساس قدرتهم على تبني الأولويات التي تهم المواطن لا المرشح الفائز!
في العالم الثالث لا يبدو لي أن هناك ديموقراطية مثالية (وافية كافية)!
ومع ذلك لا يوجد نظام أفضل من الديموقراطية!
نعم.. هناك رأي إسلامي يوصي بمجالس الشورى، ولكن هذا تم تجريبه وبه مثالب كثيرة، خاصة إن كان الاختيار على أساس عائلي أو حزبي... إلخ.
الديموقراطية في الكويت اليوم أمام مفترق طرق، إما عمل منظم يترجم الشعارات الانتخابية الى برامج عمل وتشريعات تنفع البلاد والعباد أو المشاحنات والتضاد والمواجهة، وصولا الى التعليق أو.. أو.. الحل!
إن الشعب الواعي عليه أن يتحمل نتائج اختياراته -خاصة نحن الشعب الكويتي- ونأمل اليوم أن تتغير النتائج بعد إسقاط الصوت الأعور الواحد!
جربنا مخرجات الصوت الواحد وآن الأوان بعد هذه النتائج الكارثية أن نطبق الصوتين.. ما المانع من التجربة؟
٭ ومضة: نحن جيل المخضرمين مررنا بتجارب ديموقراطية دون دراسات تقويمية تقييمية.. مسؤولية من؟
هكذا هي الديموقراطية جربنا نظام الصوت الواحد ومرت سنوات كالحة النتائج وكما يقولون: عليكم تحمل تبعات نتائج اختيار ممثليكم!
٭ آخر الكلام: هناك شريحة من المواطنين تريد إيقاف الديموقراطية لمدة سنتين أو أقل أو أكثر مع تغيير الدوائر ولا تريدها مرسومة الدوائر وإنما يضعها من يفكر فقط في مصلحة الكويت العليا!
٭ زبدة الحچي: حتى بالصوتين قد تكون النتائج غير مرضية، الله سبحانه وتعالى يعلم حجم الأرباح والخسائر في نتائج هذه الانتخابات مع وجود هذه الأحزاب غير المشهرة من إسلاميين وليبراليين ومستقلين!
بيت الديموقراطية الكويتية تحت قبة عبدالله السالم يتعرض اليوم الى وقفة تصعيدية بعد أن قدم النائب حسن جوهر ومهند الساير ومهلهل المضف استجوابا لسمو رئيس مجلس الوزراء، وقد صرح رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أول من أمس بتسلمه للاستجواب ووفق الإجراءات اللائحية تم إبلاغ سمو رئيس مجلس الوزراء بهذا الاستجواب المكون من محورين وسيدرج في أول جلسة تالية.
على المواطن الكويتي أن يعلم أن للديموقراطية مشاكل ونتائج وهي انتقال وتداول حضاري للسلطة، وأن الوصفة الديموقراطية الأمثل هي في إحداث انسجام بين مكوناتها وحل جميع مشاكلها بالحوار في بيت الديموقراطية بعيدا عن (سعلو الاستجوابات)!
يبقى الدستور أولا وأخيرا ملاذنا فلنكثر من العقلاء أصحاب الحكمة في التعاون لا التهاون!
في أمان الله..