[email protected]
في عام 1965 مرت بالكويت ظروف صعبة زمن عبدالكريم قاسم طاغية العراق والذي سعى إلى ضم الكويت، وكانت حوبة الكويت بإعدامه في شوارع بغداد بيد أحرار بغداد.
طبعا أحداث تلك المرحلة هي (صندوق أسود) ما بين مؤيد ومعارض، وكانت هذه لطمة أولى للقوميين العرب تبعها المقبور صدام حسين الى مزبلة التاريخ!
في الزمن الكوروني كوفيد 2020 - 2021 أستذكر رائعة الشاعر الكويتي بدر جاسر العياف، رحمه الله وطاب ثراه ومثواه، والذي كتب لنا شهادة للتاريخ بالستينيات في (أيقونته الوطنية) التي حفظناها عن ظهر غيب بعد أن منعت!
وكِّري يا حرارا وانزحي يا حباري
عن نوادي الحرار
البطل ما يتوارى ورا طعس الذواري
من يمين أو يسار
من حسدنا وغارا لي طرت له طواري
شاعرن بانهيار
بشره بالخساره من يصد الضواري
في وضوح النهار
يا كويتي تمارا يحق لك لو تمارى
كل يوم انتصار
لولشي يا عذاري وارقصي في تداري
على طبلن وطار
السر واللغز في هذه الأغنية الرائعة ذات الأبيات الجميلة الجزلة لها قصة لا يعلمها إلا الله، غناها أولا الفنان الكويتي الراحل سعود الراشد، رحمه الله، ومنعت في وقتها، ثم أعاد غناءها الفنان الكويتي محمد المسباح في التسعينيات بصوته الكويتي الشجي بتكليف من وزارة الإعلام، وتزامن مع مرحلة عودة الانتخابات البرلمانية في الكويت بعد مرحلة التحرير، لكن (الأغنية الأيقونة) مُنعت لاحقا من البث لأسباب غير معروفة.
ورغم أن الأغنية الوطنية سربت بصوت محمد المسباح وبثت في قناة سكوب، إلا أنها لاقت قبولا وردود فعل كبيرة أولا لمكانة قائلها الشاعر بدر العياف، طاب ثراه ومثواه، ولأنها أيضا غنيت من اثنين من كبار المطربين الكويتيين، الرمز الكبير أبوالفنانين في الكويت العم سعود الراشد، وأيضا المطرب الذي يمثل الأصالة الكويتية العزيز محمد المسباح.
كلنا نعرف أن هذه الأغنية الجميلة بمفرداتها ومعانيها ممنوعة، ويبقى السؤال الكبير: قد تكون هناك أسباب لا نعلمها حينذاك، فلمَ يستمر منعها ونحن نعيش عصر كورونا كوفيد 20 - 2021م؟
لقد توفي الكثير من أحرار الكويت ومازالت الكويت ولّادة، فلمَ تُمنع أغنية؟
٭ ومضة: ستسمع أقاويل وقصصا وحكايات حول هذه الكلمات التي تستقر في (چوفك) وتطرب لها لعظم معانيها الكبار.
وكري يا حرارا.. صارت اليوم موجودة في قلوب وأفئدة الشعب الكويتي لأنها تُذكرهم بسطوة الحرارا ونزوح الحباري!
لعل من يلتفت لأهمية إطلاق هذه الكلمات الممنوعة، فما أحوج الكويت لها اليوم!
٭ آخر الكلام: أتمنى على الشباب الكويتي الواعد الذي يكتب في الميديا ومواقع التواصل الاجتماعي والصحف اليومية والمجلات والدوريات أن يتوقفوا طويلا مع شاعر الأغنية الكويتية الراحل الكبير العم بدر الجاسر العياف الذي تغنى في وقته بعروبته وعذوبة أشعاره، خاصة في رائعته وأيقونته التي ذاع صيتها ومُنعت وحُفظت:
وكري يا حرارا
وانزحي يا حباري
أنا في الكثير من الأوقات أكتب وأشعر بأهمية وضع مثل هذه الكوكبة من الشعراء في مناهجنا حفظا للتاريخ.. ولأجيالنا الحالية واللاحقة.
٭ زبدة الحچي: رحل الشاعر المرقابي بدر الجاسر في عام 1975 تاركا لنا إرثا كبيرا من فكره الوطني والشعبي ومعايشته للأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية.
أعيدوا النظر في (المنع) لهذه الأغنية الوطنية: وكري يا حرارا وانزحي يا حباري.. 58 عاما هي فترة المنع لهذه الأغنية زادت من حجم معجبيها لأنها موجودة في شبكة الانترنت، والأجمل أن يُطلق سراحها بعد هذا الحجر القهري في الزمن الكوروني!
ما دمنا نتنفس الحرية سيردد الكثير من أبناء وطني سطور هذه الأغنية (الملحة) وكري يا حرارا.. وانزحي يا حباري.
في حقبة هذا الزمن الميمون.. نريد أن يرفع الرقيب يده عن الحرارا!
وأنا أرى هذا الأمر مستحقا من معالي وزير الإعلام الحالي، لأنه من الحرارا.
٭ تحذير: اليوم الكثير ممن حواليك راح يستظرف دمه ويقوم بما يسمى «كذبة أبريل».
اليوم كذبة أبريل، انتبه للمقالب اللي يمكن أن تستهدفك!
في أمان الله..