[email protected]
لا يتحمل الرجل الحر دمعة امرأة في لحظة ضعفها، فلا يُكرمها إلا كريم ولا يهينها إلا لئيم!
حزن النساء، أنا رأيته في صور قرآنية أعرضها عليكم قرائي الكرام؛ لعلنا نتوقف عند المعاني المقصودة من هذا المقال.
قال تعالى: (كي تقرّ عينها ولا تحزن) القصص 13.
وقال تعالى: (أن تقرّ أعينهن ولا يحزن) الأحزاب 15.
وقال تعالى: (فناداها من تحتها ألا تحزني) مريم 24.
وقال تعالى: (ولا تخافي ولا تحزني) القصص 7.
حزن المرأة عميق وذو ألم شديد لا يتحمله قلبها، فهي إذا حزنت انكسر قلبها، فيا أيها الرجل: رفقاً بالقوارير!
في الحياة، لا تكسر قلب أمك أبدا أو تتأخر في تلبية طلبها، ولا تعتصر قلب أختك باستهزاء واستنقاص، وادعُ لها دائما بصلاح الحال، ولا تجرح قلب زوجتك بإهمال وتهميش، استمع لابنتك وابتسم لها وضمها ولبِّ طلبها حتى لو كانت أم عيال وتبقى صغيرتك المدللة، فأنت لا تعلم أي رجل هي معه الآن سعيدة أم تعيسة؟
تقرب الى الله بالإحسان لمن ذكرتهن ولا تحزن قلوبهن، فلا يكرمهن إلا كريم، ولا يهينهن إلا لئيم!
في حياتنا أحزان مختلفة لكل الأعمار، لكن حزن النساء عميق وغائر، وفي الحياة صور كثيرة من أحزان النساء، ولا يغررك أحيانا كثيرة، ترى المرأة تضحك لمن حولها وبداخلها أحزان وانكسارات وأسرار؛ لأن طبيعتها عاطفية!
وصدق من قال إن المرأة أمانة وليست إهانة!
سألت صديقي العزيز المقرب (أبا شميس) عن سر أحزان المرأة؟
قطب حاجبيه البيض وبسمل وحوقل، وقال: أنت يا بوالقراطيس اعلم أن النساء قادرات على البكاء دون صوت ودون صدر الرجل، لأن وسادة منامهن (مخداتهن) تشهد!
صعقني بروفيسور الرومانسية العزابي!
وقد سألني ابني الحبيب إبراهيم المانع عن الشيء الذي تتمسك به المرأة مهما قست عليها الأيام؟
يا إبراهيم: الإيمان أمان المرأة وأنيسها مهما قست عليها الأيام.
سألت أمنا هاجر زوجها إبراهيم عليه السلام وقد تركها وابنها إسماعيل في وادي مكة الصحراوي الموحش وحيدين، فقالت: آلله أمرك بهذا؟
قال: نعم. قالت: إذن لا يضيعنا.
عزيزي القارئ الكريم: الأصل في كل دروب الحياة اليسر والعسر، طارئ ويرحل، اللهم يسر لنا كل عسير، ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به.
٭ ومضة: أيها الزوج أو الأخ أو الابن نحن اليوم نعيش الزمن الكوروني كوفيد 20 - 2021م وإذا لم تستطع إسعاد من تحب، فادع الله عز وجل أن يسعده، فهو أعلم منك بمواطن إسعاده منك!
وتذكر ليس هناك ما يمنعك أن تبتسم وليس هناك شيء يستحق الحزن، الحياة متقلبة، وعليك أن تقتنع بأن الماضي مات وذهب، والقادم مكتوب فابتسم، فكل أزمات الحياة ما هي إلا سويعات وترحل ونعيش الضحكة والدمعة، والسعادة لا تحتاج الى معجزات، بل تحتاج الى قلب حنون متسامح يعذر ويقتنع بالنصيب والثقة بالله.
٭ آخر الكلام: قارئي الكريم في كل مكان: ينكسر الزجاج فينتهي صوت الانكسار بسرعة وتبقى قطع الزجاج المتناثرة تجرح من يلامسها، كذلك الكلام الجارح ينتهي ويبقى القلب يتألم طويلا، فلا تقل إلا خيرا.. أو أقول لك اصمت أو قل خيرا!
٭ زبدة الحچي: في سنة 1993 كنت في البوسنة والهرسك أغطي الحرب الدائرة من الصرب ضد المسلمين، ورأيت منظر تسليم النساء المغتصبات الأسيرات إلى ذويهن في محطة حافلات النساء ينزلن وأهاليهن يتسلمهن من الصليب الأحمر، منظر هزني من الأعماق، فلقد رأيت الدموع مذارف وأخرى في الأحداق، مشهد رهيب ترى فيه قهر الرجال وسطوة الحروب وانكسار الضعفاء، موقف مازال مسيطرا على تفكيري يروح ويرجع وصدى أبيات شعر تتسلل إلى رأسي ويكتبها قلمي:
دمت في كنف الرحمن آمنة
فكيف أخشى من المقدور يؤذيني
سلّمت أمري للرحمن واثقة
بأن ربي سيكفيني ويحميني
قيل للسعادة متى ستأتين؟ أجابت: سآتي حين تعلم كل نفس أنه لن يصيبها إلا ما كتبه الله لها.
أيتها النساء في كل مكان وزمان، عليكن تحمل (الحزن) إذا فُرض عليكن، ونعرف جميعا أنه ألم نفسي ويوصف الشعور به بالبؤس والعجز وقلة الحيلة، وهو جالب للهم والأسى أضف إلى ذلك أوضاعنا في الزمن الكوروني من حجر وحظر وإجراءات واحترازات، والملجأ هنا هو الاتكال على الله عز وجل ثم تقليل المشاحنات الإنسانية.
ويا أيها الرجل تذكر أنه لا يكرمهن إلا كريم، ولا يهينهن إلا لئيم!
وتبقى النساء لغة العيون الحزينة للمنصف العاذر!
في أمان الله..