[email protected]
الصداقة في الحياة علاقة إنسانية مبنية على مجموعة من الأسس المتينة كالمحبة والصدق والثقة، ومن أجمل الصداقات يوم تبدأ عمرك الدراسي (الصداقة المدرسية)، وهناك (صداقة الجيرة)، وهناك (صداقة الوظيفة أو المهنة). على العموم كل هذه الصداقات جميلة وتُذكِّر بمرحلة من حياتك وشبابك وحيويتك وطاقتك وإبداعاتك و.. و.. و..
تلقيت رسالة كريمة من الأخ عمر عبدالقادر - أبو أسامة - وقد عملت معه أكثر من (أحد عشر عاما) في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في عهدها الميمون بقيادة نوخذها ومؤسسها العم يوسف جاسم الحجي (ابو يعقوب) رحمه الله وطيب الله ثراه ومثواه، هو وصحبه الكرام جميعا الذين كان لنا شرف العمل معهم.
ولقد أرجعتني رسالة (أبو أسامة) لي يوم كنا فريقا انكشاريا في الهيئة المتصدرة للعمل الخيري الداخلي في الكويت وخارجها، وأعرض رسالته لعل فيها ما يذكّر الزملاء الأحباء من أعضاء الجمعية العمومية وجمهور المتبرعين الكرام بما يفيد من استذكار مرحلة ذهبية من عمر الهيئة الخيرية المباركة، يقول الأستاذ عمر عبدالقادر - أبو أسامة:
أخي الكبير العزيز جدا أبو مهند، حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرجو أن تصلك هذه الرسالة وأنت في أسعد حال، تبث كعادتك معاني الخير والإنسانية والعطاء وتعبر عن صورة مميزة لأحد أبناء دولة الكويت الحبيبة ممن تميزوا مثلك في الميادين التربوية والإعلامية والخيرية والإنسانية، وأنت تسعدني دائما وتسعد القراء بمقالاتك المميزة في جريدة «الأنباء» عبر الومضات والتقارير الصحافية والتحقيقات.
أرجو أن تعذرني لقلة تواصلي، ولا أبالغ إذا قلت إنك تعرفني لدرجة كبيرة وربما أحيانا تعرفني أكثر من نفسي. فقد تزاملنا بالعمل معا لمدة أحد عشر عاما في رحاب الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والتي تمثل إلى جانب بيت الزكاة الكويتي ومؤسسات مميزة أخرى إهداءات مؤسسية من كويت الخير والإنسانية للعالم.
لقد نهلنا معا من حكمة وخبرة العم الفاضل المرحوم يوسف جاسم الحجي وغيره من الرعيل الكويتي الأصيل وعلماء ودعاة العالم الإسلامي، وقد ترافقنا في صداقة عمل تبتغي الأجر من الله مع الشيخ نادر النوري، رحمه الله.
لقد كانت هناك معالم رئيسية في تعاوننا وصداقتنا معا أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
- مساندتك للعمل في لجنة فلسطين الخيرية بالهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والتي كُلفت بإدارتها لعدة سنوات.
- مساهمتنا إلى جانب جميع مسؤولي وموظفي الهيئة في الإعداد والتنفيذ للانتقال والافتتاح الرسمي للمقر الحالي للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والذي يمثل أحد صروح الخير في دولة الكويت.
- تعاوننا معا في إعداد وطباعة كتاب نداء من الأقصى ومدينة القدس والذي نشر برعاية كريمة من دار سعاد الصباح للطباعة والنشر.
- المساهمة في نقل أعمال وأنشطة الهيئة من نطاق جغرافي يمتد إلى 70 دولة إلى نطاق يشمل 136 دولة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني حول العالم.
- بعض مقالاتي التي نشرتها في مجلة العالمية بعنوان (إضاءة) والتي كنت ترأس تحريرها في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
- أتذكر حنانك الأخوي عندما كاد يغمى عليَّ وأنا أتابع عملا في مكتبك بعد فترة عمل شاق ومتواصل فتصر علي إما أن تغادر الآن للمنزل وتستريح أو أطلب لك الإسعاف، فأنفذ طلبك.
- لا أنسى هديتك الرمزية عندما كانت ابنتي من العشرة الأوائل على مستوى دولة الكويت سنة 2008 والتي عبرت عن مشاعر العاملين بالهيئة. وأبشرك فقد صارت هذه الطالبة طبيبة عاملة بفضل الله.
وأود أن أشير إلى بعض الإنجازات في السنوات العشر الأخيرة في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والتي كنا نسعى لها معا مثل:
- اعتماد وإصدار الخطة الاستراتيجية للهيئة ومتابعة تنفيذها بفعالية.
- اعتماد وتنفيذ هيكل تنظيمي حديث وطموح للهيئة مع أدلة العمل الرئيسية الأخرى.
- الاجتهاد في تجديد الطاقات والكفاءات العاملة في الإدارة العامة بالهيئة.
- السعي الفعال للنهوض بكل جوانب العمل المؤسسي.
ويبقى الجهد البشري اجتهادا قد نصيب به أحيانا وقد نخطئ. نسأل الله سبحانه القبول والإخلاص وأن يجعل ما قدمناه في موازين الحسنات، وأن يغفر لنا ضعفنا وتقصيرنا.
وأبشرك فالشباب الذي تعرفه صار جداً وبدأت مرحلة شباب الستينيات وهي مرحلة جميلة ومعطاءة إن شاء الله وتبقى الذكريات يا أبا مهند - مراحل حياة للإنسان فيها الذكرى والعظة، وسلامي لجميع من عملت معهم في الهيئة بدءا من مكتب الرئيس إلى أصغر موظف.. ورمضان كريم وعساكم من عواده، ومبارك عليكم الشهر يا كويت الخير.
أخوك وتلميذك
عمر عبدالقادر
٭ ومضة: كل الشكر والتقدير أستاذي عمر عبدالقادر - أبا أسامة - على رسالتك القيمة.
٭ آخر الكلام: ذكريات عبقة لفترة من حياتي صنعتني قائدا في العمل الخيري وأكسبتني الخبرة في مدرسة العم يوسف جاسم الحجي وصحبه الكرام وتلاميذه الأوفياء.
٭ زبدة الحچي: فترة ذهبية كانت فيها الهيئة تقود العمل الخيري داخل الكويت وخارجها وتجمع ملايين الدنانير في الموسم الواحد لتنفقها على فقراء ومساكين العالم.
في أمان الله..