[email protected]
الزمن هو عملية مستمرة وإلى أجــل غير معلن أو مسمى بدءا من الماضي ومرورا بالحاضر وحتى المستقبل!
الله.. عندما نتذكر طفولتنا خاصة في «الابتدائية» ونحن نمد زنودنا للتطعيم دون مناقشة ونرجع الى البيت وتلقى والدتك تسألك هاتينوكم؟.. أي طعموكم.. أي أخذتوا اللقاح؟
الله.. نحن الجيل اللي رحنا مدارسنا على الأقدام راجلين في البرد والحر والمطر لا سائق ينطر ولا سيارة نملكها، طوال السنة مشي!
الله.. احنا الأجيال الجميلة التي كان يطبق عليها الشعار المرفوع من ولي الأمر إلى المدرس والمعلم والأستاذ (لك لحم صافي ولنا العظم)!
الله.. احنا الجيل اللي كتبنا الواجب عشرات المرات في كراسة الواجب في العربي والحساب والعلوم والدين والجغرافيا والتاريخ!
الله.. احنا جيل الإذاعة المدرسية والمقصف المدرسي - أساس التعاونيات - ومجلات الحائط والفرق الرياضية والمسرحية والمسابقات و(الهواش) أي معارك الطلاب بعضهم مع بعض (مرجلة) دون أحقاد وتنفض في مكانها وزمانها؟
الله.. احنا اللي أمهاتنا تقعدنا ونعتمد على أنفسنا دون خدم نجتمع في الفريج الواحد، الأولاد مع بعض والبنات مع بعض.. جيل محبة، الجار يحترم جاره كالأسرة الواحدة والنقصات تتهادى من بيت الى بيت والجار يربي ويؤدب ومقام والدك وعنده كل الصلاحيات!
عشنا أجمل أيامنا في مدارسنا نزرع ونصنع ونتدرب (المدرسة تعلم في ذاك الزمن)!
الله.. نحن جيل المخضرمين عشنا وشهدنا هيبة المعلم في ذاك الوقت واحترام الأسر والمجتمع لدوره!
الله.. كانت الحكومة لا تقصر، قمصان وبنطلونات وچواتي وأكل مدرسي (شوربة - تفاحة - موزة - برتقالة - حبة كاكاو - دجاج او مكرونة)!
زمن جميل ذهب ولن يرجع كان فيه العلم يدرس وليس كما هو الآن التعلم عن بعد بكل سلبياته، مما سيخرّج لنا وخرّج جيلا سطحيا للأسف!
ومضة: والله اننا نتمنى زماننا لعيالنا وأحفادنا الآن فلم يكن في أيدينا هواتف ذكية ولا لابتوبات ولم نحتج على ضرب المعلمين ولا كثافة المنهج المدرسي ولا ثقل الحقائب المدرسية ولا كثرة الواجبات المدرسية!
نحن نتذكر الصمونة التي نشتريها من البقالة والتي فيها جبن بلغاري أبيض وحبتان من الزيتون الأسود ورشة من دقوس بوديچ!.. وأحيانا صمونة فيها مكرونة!
آخر الكلام: يا حلو مدارسنا ومناهجنا ومدرسينا ونظارنا وفرقنا الكروية التي تجدها في ساحات الفريج الواحد مع الألعاب الشعبية المختلفة (المقصي - عنكب - التيل - الدرباحة - الحيلة للبنات - لبيدة).
زبدة الحچي: نحن جيل ينقرض مع بطش كورونا، فلقد فقدنا الكثير من الأهل والأصدقاء والأقارب والمحبين.. الزمن الكوروني قابل للتحول او التوقف او متعذر إلغاؤه!
يقول صديقي العزيز داود سلمان الدبوس: نحن جيل شفنا أبواب بيوتنا دائما مفتوحة ولم تر مجرما او لصا «حرامي»!
نحن جيل كنا نحيي الشرطي بهيبة ونلوح للطائرة بأيدينا بفرح.. نحن ننقرض!