[email protected]
تعجبت من حجم عدد الناس الذين سألتهم عن الجائحة فقالوا: مادري والله نسمعها ما نعرفها!
تتصدر مفردة جائحة أخبار الوكالات والإعلام المرئي والمسموع والمقروء وحتى مقابلات المثقفين والمختصين، وهناك بعض الناس لربما يسمع أو يقرأ أو يشاهد هذه (المفردة)، فماذا تعني؟
الجائحة من الجوائح والوباء العام الذي ينتشر بين البشر وعبر التاريخ، حيث مر بالبشر العديد من الجوائح مثل: الطاعون - الجدري - السل - الأنفلونزا الإسبانية - الايدز - أنفلونزا الطيور والخنازير، واليوم الطامة الكبرى فيروس كورونا (Covid-19).
الجائحة هي وباء ينتشر على نطاق واسع يتجاوز الحدود ويصيب الملايين، ومن لديه المناعة والمقاومة ينجو وإلا يذهب إلى أقرب مقبرة!
طبعا الوباء عندما يبدأ له (دورة حدوث الجوائح) حيث ينتقل الفيروس الجديد من قلة إلى كثرة وعدوى ومن فرد إلى آخر، ويتحول في نهاية الأمر الى جائحة تقتل البشر، ولنفرق بين السرطان كمرض وبين الجائحة، فالسرطان يصيب البشر لكنه ليس معدياً!
والجائحة إن حلت في زمن فهي (اندلاع عالمي)، أي يعني الانتقال والانتشار كالنار في الهشيم، وينتقل المرض والوباء من الإنسان المريض الى السليم كما يحدث الآن في كورونا القادمة لنا من الهند!
في التاريخ الطبي والبشري والتوثيقي ثبت أن الجوائح تمر بـ 6 مراحل:
- المرحلة الأولى: فيروس يصيب الحيوانات، لكنه لا يسبب عدوى للبشر.
- المرحلة الثانية: فيروس يصيب الحيوان أدى إلى عدوى بشرية.
- المرحلة الثالثة: فيروس أدى الى إصابة حالات متفرقة لكنه غير كاف لحدوث وباء في المجتمع المحلي.
- المرحلة الرابعة: خطر حدوث وباء إلا أنه غير مؤكد، أصبح المرض كافيا لحدوث وباء في مجتمع محلي.
- المرحلة الخامسة: العدوى باتت منقولة من شخص الى آخر، وقد سببت حدوث إصابات في بلدين مختلفين موجودين في إقليم واحد حسب توزيع الأقاليم المعتمدة من منظمة الصحة العالمية.
- المرحلة السادسة: الوباء بات عالميا وسجلت إصابات من إقليمين مختلفين اثنين على الأقل حسب توزيع الأقاليم المعتمدة من منظمة الصحة العالمية.
٭ ومضة: أي بلد تصيبه الجائحة فهو بحاجة الى خارطة طريق طبية تبدأ باستراتيجية مبنية على نقطتين أساسيتين: الإحاطة والتقييد، ومثلما شاهدنا كيف أن طائرتين قادمتين من إيران لم نحسن التعامل الطبي والوقائي معهما نشرتا الجائحة عندما كنا في بداية انتشار فيروس كورونا!
على العموم، جائحة كورونا ثقفتنا صحيا وقد عايشنا مرحلة الإحاطة والتقييد بهذا الكم من الإجراءات والاحترازات والحظر المستمر أو الجزئي للحد من انتشار الجائحة من قبل السلطات الصحية الحكومية أو منا كتدابير وقائية شخصية.
٭ آخر الكلام: يذكرنا التاريخ بجوائح مريرة مرت بالمجتمعات الإنسانية مثل: (طاعون اثينا - الطاعون الانطوني - طاعون جستنيان - الطاعون الأسود - الأنفلونزا الإسبانية - جائحة الكوليرا - الأنفلونزا - التيفوئيد - الجدري - الحصبة - السل - الجزام - الملاريا - الحمى الصفراء - ..).
تبقى الحقيقة: العواقب الاقتصادية هي الأبرز وكل الدول تتضرر من الجائحات، غير أن الثابت أن هناك وباء ربانيا إلهيا، وهناك (حرب بيولوجية) من صنع الإنسان.
٭ زبدة الحچي: ظهرت الجوائح في عدد من الأعمال الإنسانية وسميت (أفلام الكوارث) ومن يستعرض قائمـة الأفـلام الأجنبية التي وثقت هذه الجائحات واختارت لها أسماء مثيرة جاذبة وأيضا مروعة مثل: الطاعون، يوم القيامة، حرب الزومبي العالمية، آخر رجل على الأرض، رجل الأوميـغا، الفارس على السطح، الجدري، يـوم النـهاية، أنا أسـطـورة، الـمـوت الأسـود، أرمجدون، الناجون، الجائحة..)!
اليوم نعيش الجائحة البلية، التهلكة، الداهية وهي الجدبة الغبراء القاحلة، فاللهم إننا بك نلوذ فاصرفها عنا يا رحـمـن يا كريم، عاجلا غير آجل.
أتعبتنا الكورونا، وعلى حكومتنا الرشيدة أن تتشدد الآن في التطعيم، فحماية الناس واجبهم الأول وطول عمرنا نأخذ اللقاح والتطعيم وربنا يحفظ الجميع، فالتطعيم اليوم واجب وطني وليس مزاجا أو اختيارا!
في أمان الله..