[email protected]
التاريخ يشكر شعبي الأبيّ الذي عاش على تراب الكويت!
هم بشر مثلنا لكنهم قد يكونون قلة أو كثرة على حسب مجتمعاتهم، ونحن في الكويت ولله الحمد والمنة أذكياء، كنا روادا في تنمية مجتمعنا، عرفنا أولوياتنا وملكنا المبادرات وصرنا بفضل من الله وآلائه من الشعوب التي يشار إليها بالبنان وصفاء الفكر وموهبة العقل، فنحن أول من نظر لمحو الأمية وبدأنا به كمشروع وطني، ومع تدفق البترول تم التمسك بالدستور وترتيب بيت الحكم وقاعة عبدالله السالم، ضبطنا مصالحنا ولاحظنا عيوبنا وغوامضنا وجمعنا فضائلنا.
الأوائل كانوا أذكياء شطار، حكمهم العقل والمنطق ووضعوا سلم الأولويات واستفادوا من التجارب والعلم وفطنتهم، فتوقد ذكاؤهم في كل المجالات السياسية - الديبلوماسية - الوظيفية - التربوية والتعليمية - الصحة - الإسكان - التنمية الشاملة - القوانين، وهكذا هم كانوا، عرفوا أقدارهم بذكر أحوالهم ويكفي أن آباءهم وأجدادهم خاضوا عباب البحر ورمال الصحراء!
كانوا عقلاء وخالطوا عقلاء، وثبت ان رؤية العاقل ومخالطته تفيد ذا اللب، فسماع أخباره تقوم مقام رؤيته:
فإنني أرى الديار بطرفي
فلعلّي أعي الديار بسمعي
الكويتيون القدامى تعايشوا مع وباء الطاعون والجدري والسل واجتازوا هذه الأوبئة، ومن لم يلتزم كان من المفقودين، لكن الشعب لم ينقرض وظل يمارس كل معاني الذهن والفطنة والذكاء جامعا الآراء حادا في ذكائه سريع الفهم بعيدا عن البلادة أصله طيب.
كلنا نذكر في التاريخ إعلام المحبة قيس وليلى، عنترة وعبلة وغيرهم كثير، ومنهم جميل بن عبدالله بن معمر بن الحارث بن ظبيان الذي تولع في حب ابنة عمه بثينة وقال فها شعرا وتغزل بها الى أن مات سنة 280هـ يقول:
صادت فؤادي بعينيها ومبتسمٍ
كأنه حين أبدته لنا بَرَدُ
عذبٍ كأن ذكيَّ المسك خالطهُ
والزنجبيل وماء المُزن والشّهدُ
قارئي الكريم: اعلم، حفظك الله، أن ضبط تاريخ الوطن وحفظ صحائفه ووقائعه وأخباره الصحيحة من واجبات من يؤرخ؛ لأن هذا التاريخ المكتوب هو سجل الزمن وذاكرة التاريخ، والثابت أن قومي وشعبي الكرام كانت نفوسهم كبارا:
وإذا كانت النفوسُ كباراً
تعبتْ في مرادِها الأجسامُ
شعب الكويت عبر التاريخ شعب هجرات تجمعوا في مكان واحد، وجدوا في انفسهم الكفاءة والاقتدار، فشيدوا هذه «البلدة التي يأتيها رزقها من كل مكان» فحسدهم عليها القريب والبعيد، وأسسوا هذه الرقعة الصغيرة التي صارت درة الخليج العربي وعروسه وجوهرته الثمينة التي أنارت ما حولها بنورها الوهاج.. إنها الديرة.. الكويت الغالية.
ومضة: ليست الكويت القبلة والشرق وحي الوسط فقط، وإنما 6 محافظات وقرى تحولت الى مناطق ومدن عصرية وجزر جميلة دورها لم يأت بعد اللهم إلا فيلكا التي سكنت ثم أخليت بعد الاحتلال العراقي.
آخر الكلام: حوادث كثيرة مرت على الكويت مثل، الرجيبية مطر غزير، والهيلق جوع أصاب الكويتيين، والطبعة غرق السفن، والطاعون 1247 قضى على كثير من العوائل، الدبا 1307 (الجراد)، وغيرها من الحوادث وآخرها الاحتلال العراقي الصدامي، لكن هذا قوّى الكويت وخرجت من هذه النوازل سالمة وواصلت دورها.
زبدة الحچي: لا أجانب الحقيقة إذا ما قلت إن الشعب الكويتي ذكي وفطن، وانظروا في حوادث التاريخ كيف صمد وكيف قاوم وكيف فرض وجوده.
الذكاء فطرة الله في خلقه، وأهل الكويت يتميزون بالذكاء عن سواهم عبر مستويات من الذكاء المختلف ما جعلهم يتحملون حتى أخطاء الآخرين، معتبرين أن الأخطاء تقويهم وفرصة للمضي الى الأمام ما جعلهم يعملون بجد واجتهاد على تحفيز الآخرين وإيصال الرسائل الإيجابية في مجتمعهم، وإن سألتم عن نماذج عنهم فهم والله كثر وكما قلت فإن الكويت (ولّادة) هم في كل مجال ووظيفة ومهنة، سيرتهم في بطون الكتب وسجلات التاريخ.
إن العبرة من سطوري هي أننا شعب راق قادر على إيصال رسائله بالخواتيم وبكمال النهايات.
ما زلنا نطالب شعبنا الذكي بالمزيد من التفاؤل والطاقة الإيجابية فالقادمات ان شاء العلي القدير طيبة، والعبرة في ان نشد على يد من يطبق القانون على الكل في مجتمع لا ينقصه الذكاء ولا الوطنية، وربي يحفظ الكويت من كل شر ومكروه.
في أمان الله..