[email protected]
تهزني الآية (وثيابَك فطهِّر) وتأويلها لا تلبس ثيابك على معصية ولا على غدرة ولا فجرة!
وأنا أقرأ عن فترة السلطان العثماني (سليمان القانوني) أتوقف أمام (حكمته) في فهم الاستشارة خاصة بطانة الحاكم.
في أثناء توليه الحكم طلب السلطان سليمان القانوني أن يؤتى إليه بمهندس موثوق في علمه وأمانته، فجيء إليه بمهندس من أصل أرمني اسمه (معمارستان) فعهد إليه بهدم إحدى (السرايات القديمة) أي العمارات وإنشاء بدلا منها جديدة، وبعد الانتهاء من تشييد هذه العمارة استدعاه السلطان سليمان القانوني إلى مجلسه وقال له: عندما كنت تهدم السرايا (العمارة) استخدمت عمالا ثم استبدلتهم بعمال آخرين في البناء.. فلماذا فعلت ذلك؟
أجابه المهندس بكل ثقة وحكمة: «ناس للتدمير وناس للتعمير».
فقال: زدني.. كيف؟
فقال: من يصلح للتدمير لا يصلح للتعمير!
أعجب به السلطان وعيّنه مستشارا في ديوانه السلطاني، وقد شيد أعظم المباني في عصره، والعبرة والحكمة والحنكة هنا انه لا يجوز أبدا من يتولى في عهده مسؤولية ويخون الأمانة يعاد للمنصب أو المجلس؛ لأنه باختصار من يصلح للتدمير لا يصلح للتعمير.. أتمنى أن تصل أول رسالة.
الرسالة الثانية:
الشيخ أحمد ديدات - رحمه الله - داعية معروف بردوده العلمية والشرعية، فلقد سأله أحد الإنجليز: شيخ أحمد ديدات لماذا لا تسلم المرأة المسلمة على الرجال وتصافحهم كلهم؟
فرد عليه الشيخ ردا جميلا قائلا له: عندكم هل يستطيع أي شخص السلام على الملكة ومصافحتها في بريطانيا؟
فقال الإنجليزي: هناك قانون يحدد سبعة أصناف من الناس يجيز لهم القانون ذلك.
فرد الشيخ أحمد ديدات: ونحن أيضا عندنا «أحد عشر صنفا» محددون تماما يجوز لهم ذلك: (الأب - الجد - الزوج - والد الزوج - الابن - الأخ - العم - الخال - ابن الأخ - ابن الأخت - ابن الابن - وابن البنت)، فكما أنتم تفعلون ذلك احتراما وإجلالا للملكة فـ (نحن) عندنا في «الإسلام» كل النساء ملكات، ولكل ملكة حاشية تسلم عليها وتصافحهم، وباقي الرجال بالنسبة لها شعب!
أيتها النساء في كل مكان: هذا هو الإسلام الذي يعاملكن كملكات. فأرسلوها لصاحبات السمو في كل مكان ليعرفن قدرهن في ملة الإسلام.
هذان نموذجان أطرحهما للنقاش في الزمن الكوروني وعلينا أن نتعظ من هذا الطرح الإنساني الشفاف الخاص بإعادة الشخصيات العامة في المناصب وحق المرأة علينا وفي ديننا.
* ومضة: يقول لي صاحبي «أبوسلمان» ألا تتعب «أبا مهند» من هذه الرسائل اليومية لقرائك ومتابعيك طال عمرك.
قلت وأقول وأكرر: والله إنني أستشعر قيمة السطور التي أكتبها لشعبي بعيدا عن التنفير والتكتلات والانفعالات لعل هناك من رجل رشيد يلتفت لهذه الرسائل، وهي كلمات عادلة تراعي المصلحة العامة وتجمع بين الكاتب والقارئ على طريق الديموقراطية وحسن الاستماع!
٭ آخر الكلام: علّمتني الحياة أن الكويتي الذي يفخر ببلاده وشعبه يمثلهم قولا وسلوكا لأن «المؤمن مرآة أخيه»!
قال ونستون تشرشل: النجاح هو الانتقال من إخفاق إلى إخفاق دون فقدان الحماس!
٭ زبدة الحچي: أخي أبو متيح «بوشميس» يوميا يقول لي بسك تفاؤل.
أقول له: الكويتي الصچي أبا شميس لازم يتفاءل بيقين صادق أن القادم أحسن.
يقول لي: كيف؟!
أقول له: قال الله تعالى في الحديث القدسي «أنا عند ظن عبدي بي»، البداية منا احنا الشعب لنتفاءل بالخير ونقبل على رب كريم وسنرى العجب، «الكويت» محمية من رب العالمين، لكن علينا أن نأخذ بالأسباب، وأثبتت كل الأحداث أن الشعب الكويتي واع، ولنعلم حقيقة سنة الله في خلقه، الأفراح تأتي بعد منغصات وهزات، وإن أطيب الثمر في الشجرة التي تصيبها الهزات القوية وتبقى شامخة.. سلام يا كويت!
في أمان الله..