[email protected]
أعرف الكثير من الناس يعلنها ويقولها «أكره أسمع صوت مضغ الآخرين للطعام»، وهناك من يعلنها من خلال العيون والنظرة (الخزة)!
وهناك من يكره أيضا وبشدة صوت احتساء الماء والمشروبات، ولله في خلقه شؤون!
كان هذا الأمر يدور في رأسي بشدة لأن هناك من يجلس أمامك ويمارس الأكل في قمة (القرف)!
بالأمس، نشر في «الأنباء» 26 مايو 2021 خبرا على الصفحة الأخيرة بعنوان: لماذا نكره صوت مضغ الآخرين للطعام؟
حيث يعتقد باحثون من جامعة نيوكاسل البريطانية أنهم توصلوا إلى حل لغز انزعاج بعض الناس من صوت مضغ الآخرين للطعام وأيضا صوت احتسائهم للمشروبات.
وجد الباحثون أن الذين لا يستطيعون تحمل أصوات تناول الطعام والشراب هم في أغلب الأحيان أولئك المصابون بالـ «ميزوفونيا» ما يسمى بكراهية الأصوات.
ووصفت صحيفة «الغارديان» البحث بأنه يلقي الضوء على سبب ضيق هؤلاء الشديد من الأصوات اليومية المألوفة مثل مضغ الطعام وحتى التنفس!
لا يعتقد أحد أن مثل هذه الحالات مبالغ فيها أو هي تبالغ بردة هذا الفعل الذي يصل إلى الكره أو القيام من طاولة الطعام.
لقد كشفت هذه الدراسة العملية أن كشف عمليات مسح الدماغ التي قام بها الباحثون أثبتت أن هنالك اتصالات بين الجزء من الدماغ المتعلق بالأصوات والجزء المتعلق بحركة العضلات في الفم والحنجرة وأن هذا الاتصال يكون قويا لدى الذين يعانون من كراهية الأصوات.
يعتقد الباحثون أن أصوات مضغ الطعام تنشط ما يعرف بنظام المحاكاة العصبي في الدماغ، وهذا لا يعني أن سماع الصوت من قبل كارهي الأصوات يؤدي بشكل تلقائي إلى تفعيل عضلات المضغ والابتلاع، ولكنه يمكن أن يولد رغبة قوية في محاكاة الأصوات الصادرة عنها، الأمر الذي يمنحهم شعورا بالراحة؛ لأنه يوحي لهم بالسيطرة على أحاسيسهم!
وتفيد هذه الدراسة بأن الدكتور سوكبند كمار خبير علم الأعصاب في الجامعة أعلن إمكان تدريب نظام المحاكاة العصبي بحيث يمكن قطع الصلة بين صوت معين والتأثيرات المزعجة التي يحدثها.
وأظهرت الدراسة التي أجريت على طلبة الجامعة أن 12% منهم يعانون من أعراض لكراهية الأصوات،
٭ ومضة: هذه حالة علمية أرجو ألا يتفلسف علينا أحد بالقول بأن هناك ضرورة لمعرفة آداب الأكل والشرب في الإسلام.
نعم، نحن مع هذه الآداب والسلوكيات، لكننا اليوم أمام تفسير حالة لم يكن لها تفسير علمي منطقي.
قارئي الكريم نحن أمام قضية إنسانية حقيقية لا مبالغة فيها، هناك فئة من الناس تضج من سماع عملية مضغ الطعام واحتساء الشراب أو الماء.
نعم، مضغ الطعام يعتبر تغيرا فيزيائيا، لكن علينا أيضا أن نعلم أن إظهار صوت مضغ الطعام من الصفات المذمومة، وإحداث صوت أمر كريه ومنفر وأحيانا مقرف!
٭ آخر الكلام: الشريعة الإسلامية الغراء حكمتنا بمجموعة من الآداب والأحكام تنظم شؤون المأكل والمشرب وترتقي بسلوك الفرد في (المواكلة) وتلمس الذوق الرفيع بالمظهر اللائق حتى في الطعام والشراب ابتداء وانتهاء أو اكتسابا واختيارا وتنظيما وتناولا!
٭ زبدة الحچي: في التاريخ القديم نجد أن الفقهاء نهوا عن السلوكيات التي لا تليق بالآداب العامة والذوق الرفيع ومنها ضرورة عدم إحداث صوت أثناء المضغ والشرب، وهناك كتب ونصوص تحدثت عن هذا الجانب المكروه من الإنسان الذي يظهر هذه الأصوات!
الدراسات اليوم تثبت أن الذي يأكل (مفرقعا ورشافا) يجعل الذين حوله يقرفون من أكله وشربه!
إن على الجميع أن يستشعر ما كتبت اليوم وهو يمارس الأكل والشرب.
إنها باختصار: عملية ذوق إنساني!
في أمان الله..