[email protected]
استجابة لكل أولئك الباحثين عن الحب أكتب هذه القلبيات من روائع الحقيقة!
قالت له: العقل أم القلب في المحبة الأول؟
قال لها: كما خلقنا الله الرجل يفكر بعقله والأنثى بقلبها.
تبقى قضية القلوب والعقول بيد الله عز وجل: (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك!
قالت له: قرأت كل ما كتبه الفلاسفة ورموز الحب وبعض كلامهم أعجبني وبعضه لم أتقبله لجهلي (ربما)، أو لأنه لا يتوافق مع هواي.
قال لها: (لقد قرأت للعلامة ابن حزم: ان أوله هزل وآخره وجد وأن معانيه من الدقة بحيث يصعب وصفها فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة، وأن الحب لا ينكره الدين ولا تحظره الشريعة لأن القلوب بيد الله)!
قالت له: أعرف ان الحب نفسيا هو (حالة عاطفية: لها جذورها في النظامين البيولوجي والاجتماعي لمجمل الكائنات الحية الراقية).
قال لها: أذكرك بما قاله ابن حزم: (الحب اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة في أصل عنصرها الرفيع، إن سر التمازج في المخلوقات إنما هو الاتصال وأن المثل الى مثله ساكنه).
قالت له: اعلم أن حالة الحب عاطفية عنيفة في انفعالاتها تتعايش في بحر متلاطم من أمواج المشاعر الحادة مع المشاعر الرقيقة، البهجة مع الألم، القلق مع الطمأنينة، الإيثار مع الغيرة، والسعادة مع الحزن!
إذن الخلاصة أن الحب الحقيقي انسجام رقيق بين حاجات حيوية وعواطف وجدانية!
وهو في النهاية: (ميل الكائن للاندماج بالآخرين من نفس نوعه)!
قال لها: باختصار شديد هناك أنواع من الحب اليوم في الحياة أجملها (الحب الرومانسي)، لكن عمره قصير، وأبرز علاماته الاشتياق الشديد وتجنب الصراع إذا حصل، والشعور مع الطرف الآخر بالتكامل والتوأمة ورغبة الاشتياق.
قالت له: أنا أحب (الحب الناضج) الذي عمره طويل وعلاماته عمق المعاني وتجنب الأخطاء مع الاشتياق المؤطر!
والحقيقة أن الحب هو تعلق ورعاية وألفة، غير أن القبول، أو الرفض، هو الذي يحدد احتمال نشوء الحب من عدمه، كما ان واقع الحياة هي من قد تسبب الاستثارة الانفعالية ما بين الاثنين فيزداد التوتر أو المواءمة نحو الجنس الآخر في ضوء الدور لكل من الأنثى والذكر حسب معايير المجتمع وقيمه!
٭ ومضة: كل الواقع المعاش أو تجارب الإنسان وحظوظه في الحب تخضع لأنماط، فالمرأة دائما وأبدا تتجه نحو (الحب الرصين) المتضمن الصداقة المؤدية إلى الحب والزواج، وإن طال الوقت. وهذا يوضح بجلاء انها محددة هدفها بالأهداف الزوجية!
وهنا توصف المرأة بالعقلانية لأنها تحاول السيطرة على عاطفتها، غير أن قلبها أحيانا يخذلها وينتصر على رفض عقلها، وهي لذلك تحاول دائما تمارس مقدارا أعظم من السيطرة على عاطفتها.
غير أن الدراسات الحديثة أثبتت أن الرجال أكثر رومانسية من الإناث في حبهم، وهذا ما ترفضه دراسات أنثوية أخرى!
٭ آخر الكلام: المحصلة النهائية لهذه الدراسات تشير إلى أن المرأة في سلوك الحب تختلف عن الرجل في كونها أكثر جدية وتعقلا ورزانة وتمسكا بالصداقة وتحقيق هدف الزواج وفي كونها أقل اندفاعا ورومانسية واهتماما بالجوانب المادية وأيضا دائما تعلي وتخضع اعتبار (أولادها) إن كانت أما.
٭ زبدة الحچي: العلاقات الإنسانية ثقة مقابل ثقة وكثير من البيوت تحولت حياتها الى روتين جامد تحكمه الأيام ومصالح بقاء الأسرة، وللمحبة أسرار، وللشخصيات في الحياة أنماط وسلوكيات عجيبة لا يعلمها إلا الله، فهناك الشخصية المحبة، والنرجسية، والمزاجية، وغير الواثقة، والهستيرية، والقلقة.
الشعراء فقط هم من يرون ان الحب انتصار على الزمان والاندراج في عالم الأبدية!
في أمان الله..