[email protected]
في جائحة كورونا «كوفيد 20 - 2021م» تذكرت حظر التجوال في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي، الذي فرض حظر التجوال بعد مغيب الشمس، فأمر صاحب الشرطة بأن يطوف في الطريق فإذا رأى مخالفا يقطع رأسه!
وصادف أن وجد حراس الشرطة ثلاثة صبيان يلعبون فأمسكوهم وذهبوا بهم إلى السجن، وقرر صاحب الشرطة أن يعرف من هم قبل أن ينفذ حكم الحجاج.
سأل صاحب الشرطة الأولاد عن آبائهم، فأجاب الأول:
أنا ابن الذي دانت الرقاب له
مــــــا بين مخزومهــــا وهاشمهـــا
تأتي إليــــــه الرقــــاب صاغـــــرة
يأخذ من مالها ومـن دمهـا
فخيل لصاحب الشرطة أنه ابن حاكم كبير من الحكام أو من أقارب الأمير فأذن له بالانصراف!
وسأل الثاني نفس الأول فأجاب:
أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره
وإن نزلت يوماً فســــوف تعود
ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره
فمنهم قيــــامٌ حولهــــا وقعـــــود
فظن صاحب الشرطة أنه ابن واحد من أشراف المدينة وأكابر القوم فأذن له بالانصراف!
فسأل الولد الثالث السؤال ذاته فأجاب:
أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه
وقومها بالسيف حتى استقلت..
ركابـــاه لا تنفــــك رجــــلاه منها..
إذا الخيل في يوم الكريهة ولّت.
فخيل له أن هذا ولد ابن فارس عظيم لا يشق له غبار فأذن له بالانصراف.
وفي صباح اليوم الثاني سأل الحجاج صاحب شرطته: هل قطعت رقاب الذين خالفوني؟
فقال: لا، فقد تبين لي أنهم من أبناء الأشراف فأطلقتهم.
فسأله الحجاج: وكيف تم ذلك؟
فقال صاحب الشرطة: لقد سألتهم فأجابوني شعرا وحكى له ما قاله الأولاد المحجوزين، فضحك الحجاج حتى استلقى على قفاه من الضحك وقال: أما الأول فهو ابن حجام، المشتغل بالحجامة، فكل من يأتيه يطأطئ عنقه فيسحب دمه!
وأما الثاني فهو ابن فوال، والقدر هنا قدر الفول التي لا تنزل عن النار وإذا نزلت يعيدها!
وأما الثالث فهو ابن خياط أو حائك، والركاب للنول والصفوف القماش والسيف الإبرة!
٭ ومضة: علّموا أولادكم الأدب، فوالله لولا فصاحة هؤلاء الشباب لقطعت أعناقهم!
٭ آخر الكلام: يقول الخليفة الراشد الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
كُن ابنَ مَن شِئتَ واكتَسِب أَدَباً
يُغنيكَ مَحمُـــــودُهُ عَنِ النَسَـــــبِ
فَلَيسَ يُغني الحَسيبُ نِسبَتَهُ
بِلا لِســــــــــانٍ لَـــــــــهُ وَلا أَدَبِ
إِنَّ الفَتــــى مَن يُقـــــولُ ها أَنا ذا
لَيسَ الفَتى مَن يُقولُ كانَ أَبي
٭ زبدة الحچي: في هذه الجائحة اللعينة في الألفية الثالثة رأينا قرارات من وزارة الصحة عجيبة، خاصة في التطعيم، بالأمس عندي (2) من عيالنا ظهر تطعيم (الولد والبنت) ساكنين الفنطاس طلع تطعيمهم في صباح الأحمد، تصوروا؟!.. لمَ هذا العناء؟! وفي الغبار؟! و3 من سكان الفحيحيل راحوا طعموا في جسر جابر الأحمد، السؤال: أين صالات أرض المعارض؟ ولم بالأساس أبني مكانا للتطعيم في ذاك الجسر المنقطع؟! لماذا (تحذفون الكويتيين) شرقا وغربا؟! من المسؤول عن هذا التوزيع غير العادل؟! ولمَ هذه «اللوية» غير المنطقية؟ ولماذا تجعلون الكويتي يدور (واسطة) ليطعم العمالة المنزلية؟ لماذا تتفننون في (بهدلة) الكويتيين وعندكم مراكز صحية في كل منطقة؟ ومستشفيات وصالات أفراح موجودة في كل منطقة؟ العملية تحتاج الى تنطيم، ولن أدخل في (حسبة) بناء أماكن مؤقتة بعيدة للتطعيم كما هو حاصل الآن في جسر جابر أو منطقة صباح الأحمد، عندما أقرأ التاريخ أترحم على الحجاج وحظر تجواله، إي والله!
معالي وزير الصحة، كنت ولا أزال معك وأدعم جهودك لكن توجد قرارات عندك تحتاج وقفة منك.
في أمان الله.