[email protected]
كتبت يوم الخميس الماضي 2021/6/17م مقالا بعنوان: «نظالة العيون الليزرية» ولم أتوقع هذا العدد الكبير من التعليقات التي بلغت 11 تعليقا من كل الاخوة والأخوات: (الجنان - زينب - عبداللطيف الرجيب - إبراهيم المانع - أختك أم أحمد - عبدالهادي العجمي - محمود الشربيني - ص يوسف - الخلود - الحسد جريمة).
حجم المكالمات وما جاءني في الواتساب جعلني مقتنعا بأن الناس تعيش (عالم الحسد) وتشعر به، والنتيجة أنه الحسد صار ماركة كويتية!
وبعضهم طلب مني أن أقدم النصيحة، فلم أجد أفضل من هذه الأبيات:
اصبر على كيد الحسود
فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها
إن لم تجد ما تأكله
الحسد ظاهرة في الكويت تتضح في الأعمال، لنفرض أنك فتحت مطعما ونجح، يأتي الثاني ليفتح نفس اسم المطعم مميزا نفسه باسم آخر صغير لا يُرى، بينما الاسم الكبير يحمل نفس الاسم لهذا المطعم الأول، وبعد فترة يفشل ويتعثر الاثنان للأسف!
قال الشاعر:
ما عابني إلا الحسود
وتلك من إحدى المناقب
وإذا فقدت الحاسدين
فقدت في الناس الأطايب
كنا ونحن صغار نسمع في (الصوت الكويتي) بيت شعر جميلا ما زال عالقا في ذاكرتنا:
هم يحسدوني على موتي فوا أسفي
حتى على الموت لا أخلو من الحسد
وفي مقاعد الدراسة تعلمنا من شعر أبوالطيب المتنبي:
وكيف لا يحسد امرؤ علَم
له على كل هامة قدم
وقال أيضا:
ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه
اني بما أنا شاك منه محسودهكذا هي دنيا الناس لا تخلو من الحسد، وقليل منهم من يمارس الغبطة وهي عكس الحسد، قاتله الله!
تبقى حقيقة (الحسد) تختلف فيها الآراء والأفكار، لكن الشعراء هم أكثر الناس استشعارا بمهلكة الحسد، ولهذا تجد أبياتهم تدعو الى الصبر على الحسود وتجنبه وبعضهم يسميها (صحبة شؤم)!
قالها أبو الأسود الدؤلي:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه
فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها
حسدا وبغيا إنه لدميم
وترى اللبيب محسّدا لم يجترم
شتم الرجال وعرضه مشتوم
٭ ومضة: الناس من كثر ما تخاف من العين والحسد والنظالة صارت تخاف من (رفة العين) حتى انها تنبئ صاحبها بحدوث شر!
وبعضهم يقولون: الله يعطينا خيرها ويبعد شرها!
اخوانا المصريين عندما يظهر الواحد جشعه يقال له (أبوعين فارغة)!
أي لا يشبع أبدا مهما أعطيته ويتبعونها بالقول الشعبي:
(بني آدم ما يملى عينه إلا التراب)!
٭ آخر الكلام: من الخرافات القديمة الراسخة في الشعب العربي قولهم للرجل القصير (نص نصيص)!
وهذه خرافات شعبية متخيلة لشخصيات وهمية!
كان الجاهليون يعتقدون أن رأس القتيل على شكل طائر هائم مرفرف يبتغي القصاص ويظل يصرخ ويندب (اسقوني - اسقوني) الى أن تراق دماء مغتاليه فيروى ويسكن!
٭ زبدة الحچي: الشعوب العربية مغرمة بالأمثال والأقوال التي تدور حول الحسد مثل: «العين بصيرة واليد قصيرة» أو «العين ما تعلى على الحاجب» أو «العين ما بتقاوم المخرز» ويضرب للضعيف أمام القوي وآخرها ويصلح لهذا الزمان «على عينك يا تاجر»!
وتبقى الحقيقة:
الملك لله لا ننفك في تعب
حتى تزايل أرواح وأجساد
ولا يرى حيوان لا يكون له
فوق البسيطة أعداء وحساد
كفانا الله وإياكم الحسد، وتبقى الكويت أجمل وأحلى بلد بعيدا عن الحسد والحساد، ومن أرادنا بحسد فكيده في نحره، والكويت في حرز الله ما تعاقب الليل والنهار..
في أمان الله..