[email protected]
جميع الجدالات الدائرة في مجتمعنا تمثل فشل الديموقراطية.. إنها تُضيع الوقت!
عشنا في جائحة كورونا كوفيد 20 - 2021م جدالا واسعا في البداية من المتسبب في جلب الكورونا لنا، أهم القادمون من السفر؟
ثم زاد جدلنا حول الحظر الجزئي والكلي وما يخصها من القرارات التي تصدر من الجهات المعنية.
ثم زاد الحظر على الاجراءات والاحترازات والقرارات الخاصة بالفئات التي تعمل أو لا تعمل، تفتح أم تسكر، خاصة في الحظر المناطقي!
يقول الإمام الأوزاعي: «إذا أراد الله بقوم سوءا أعطاهم الجدل ومنعهم العمل».
لقد شاهدنا أكثر من شخص يتجادلون بصوت مرتفع ويتكلمون في آن واحد وعن قضية واحدة واستنتاجاتهم جميعا مخطئة!
واليوم يزداد الجدل مع وجود كتلة لا تريد التطعيم وتعتبره مؤامرة وأن وراء هذا هم اليهود!
وبعضهم يغالي في طرح الموضوع ويصف اللقاح بأنه يهودي!
الكيان الاسرائيلي (طعم كل شعبه) ونحن في جدال حول أطعم أم لا أطعم؟
هناك طريقة واحدة فقط لحسم هذا الموضوع، إنها (هيبة الدولة)!
أضحكتني مواطنة كويتية في (الميديا) تحذر من أن التطعيم إسرائيلي!
يا أختي.. معظم شركات الأدوية يملكها يهود وإسرائيليون صهاينة ويصرحون بهذا، فكيف يعطوننا (لقاح يموتنا)؟
على وزارة الصحة أن تقوم بحملات وطنية شاملة لرفع الوعي التطعيمي، فالناس في جدال حول (التطعيم) ونحن في الألفية الثالثة!
كثير ممن أعرفهم من جيلنا المخضرم يرفض الآن التطعيم ويده مليئة بكل أنواع التطعيمات السابقة!
هؤلاء اليوم الذين يتطاولون على العاملين في الصفوف الأولى من الأطباء والممرضين والممرضات والإداريين بحجة واهية وهي (رفض اللقاح)!
مرة بحجة المؤامرة وأخرى أنه صناعة يهودية وحجج لا حصر لها.. إلى أين هذا الجدال؟! الله أعلم.
النصيحة بألا يرد على أولئك المتجادلين إنسان غير متخصص ولا يملك الحجة والمنطق!
عزيزي القارئ: دخولك أي نقاش وجدل يتطلب مهارة في الرد وكذلك منطق، وابعد عن الجدال لأنه هو أبعد مسافة بين وجهتي النظر!
٭ ومضة: هناك مشكلة كبيرة جدا في الكويت وهي (الأنا) المتفخمة عند كثير من الناس، لأنه باختصار إنسان إقصائي يحاول تهميش كل وجهات النظر وينتصر لوجهة نظره فقط، وهذا مكمن الخطورة لأنه لا يسمع ولا يريد أن يسمع إلا صوته!
الجدال ازداد ليس فقط في قضية التطعيم وإنما امتد لحوارات كثيرة أظهرتنا في صورة غير لطيفة ولا حضارية أمام شعوب العالم، وكويتنا هي عروس العواصم العربية ودرة الأوطان.. فما أحوجنا الآن الى النقد الذاتي وخفض الصوت في كثير من القضايا في أعلى أولويات البرلمان!
وتبقى الحقيقة: الديموقراطية لها أنياب!
٭ آخر الكلام: قاعدة غير سوية يمارسها البعض في مجتمعنا وهي النقاش في شيء لا يفهم فيه وإنما كما يقولون: مع الخيل يا شقرا!
ويقصد به الإمعة الذي لا رأي له سوى التشويش والجدل، وهذا أمر مذموم وسلبي، خاصة في جائحة كورونا (كثر) وزاد عن حده!
٭ آخر الكلام: هناك طريقة واحدة تنفع مع هؤلاء (الجداليين) وهي ألا تكلف نفسك العناء لترد عليهم، خاصة في أمور التطعيم، هذا أمر يترك للدولة للتصرف فيه وعندها ما يسكتهم!
تذكروا: لا ديموقراطية دون (محاسبة) وإلا انكفأ الأخيار وتمادى الأشرار!
٭ زبدة الحچي: النصيحة اليوم بأن نتجادل في مسألة ولا نحسمها على أن نحسمها دون أن نتجادل فيها!
أنا شخصيا كلما رأيت أعدادا من هؤلاء الذين يملكون (الأنا المتفخمة) أرتعب على مستقبل وطني!
لقد عمموا نظريتهم أنت لست معي.. إذن أنت ضدي!
لقد كثر عندنا الجدال، والضمير الكويتي يراقب الكل، فهل تنتصر مصلحة هذا الوطن وهي فوق أي اعتبار أو جدال؟.. اللهم إنا نضرع لك وندعو ونأمل!
في أمان الله..