[email protected]
تعلمنا في الحياة أن لكل إنسان قلبا، فيا رب ارزقنا القلب المنيب الوجل التقي الحي المطمئن!
قال تعالى: (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) الأحزاب: 4.
فهل للمرأة أكثر من قلب في جوفها؟
سؤال عظيم، فلمَ خص القرآن الرجل بذلك؟
سبب نزول الآية (وما جعل أدعياءكم أبناءكم) نزلت في رجل من قريش كان يُقال له (ذو القلبين) وهو جميل بن معمر الجمحي، وأنه كان يزعم أن له قلبين، كل منهما بعقل وافر، فأنزل الله تعالى هذه الآية ردا عليه: (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه)!
في إحدى المحاضرات الجامعية التي تضم أعدادا من الطلاب حضورا، بعيدا عن (التعلم عن بُعد) كما يحصل الآن في انتشار جائحة كورونا كوفيد 2020 - 2021م، كان الدكتور يتحدث عن القرآن الكريم وما يحمله من دقة عجيبة وفصاحة لدرجة أنه لو استبدل كلمة مكان كلمة لتغير المعنى وكان يضرب أمثلة على ذلك.
فقام أحد الطلاب (الملحدين) وقال: أنا لا أؤمن بذلك، فهنالك كلمات في القرآن تدل على ركاكته و.. و.. و.. والدليل هذه الآية: (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه).
لماذا قال «رجل» ولم يقل «بشر»؟
فجميع البشر لا يملكون إلا قلبا واحدا بجوفهم، سواء كانوا رجالا أو نساء!
هنا اعتقد بعض الطلبة أن ما قاله الطالب صحيح، لا يوجد في جوفنا إلا قلب واحد! سواء كنا رجالا أو نساء، فلماذا قال الله عز وجل «لرجل»؟
قال الدكتور للطالب: نعم الرجل هو الوحيد الذي من المستحيل أن يحمل قلبين في جوفه، لكن المرأة قد تحمل قلبين أو أكثر في جوفها إذا حملت، فيصبح بجوفها قلبها وقلب الجنين أو أحيانا الأجنة إذا توأم أو أكثر، فانظروا إلى معجزة الله في كتابه وفي خلقه!
آية تحمل إعجازا ودقة ومن المستحيل التوصل إليها إلا بالتأمل والتفكير العميق بآيات الله العظام!
فسبحان من قال: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)!
٭ ومضة: وأنا أكتب لكم عن القلب أتذكر مدى حاجتنا إلى راحة القلب لحياة أفضل!
القلوب اليوم متعبة في الزمن الكوروني!
فيا عزيزي القارئ، لا تقهر قلب أحد، ولا تسرق فرحة أحد، والكلمة الطيبة كقطرة الندى حين تقع على زهرة في الصباح فتعطيها رونقا وجمالا.
الناظر في قلوب الناس يجد أنها تعبت كما يقولون: شرخ القلوب من كثرة الحروب!
فأزل (السخم) واجعل قلبك أبيض مسامحا متسامحا لا يتمنى زوال النعمة عن أحد! ولا ينطبق عليه قوله تعالى: (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) الشعراء 88 - 89.
إذن، هناك قلب أبيض مسامح وآخر أسود سخيم!
تبقى الحقيقة: «قلب الرجل» يسع ويتحمل أكثر من قلب، أما المرأة فهي تركز على مشاعرها وأحاسيسها على قلب واحد!
٭ آخر الكلام: ما أحوج قلوبنا جميعا إلى (صابون القلب) وهو النصيحة الخالية من كل أنواع المآرب والمصالح والبعد عن العتاب الجارح الذي يجرح القلب ويورث البغضاء!
٭ زبدة الحچي: ما الذي يجعل الإنسان جلفا حاقدا حاسدا بعيدا عن الإيمان والتوازن والاعتدال؟
إنه (القلب الميت) وأيضا (الضمير الميت) المدمر لكل أنواع العلائق الإنسانية في مثل هذه الحالة الإنسانية إذا رأيتها في الحياة تعوّذ من إبليس وتذكر قوله تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).. ستجد نفسك متوازنا بعيدا عن القلب الميت أو الأسود سخما!
تشير بعض الأبحاث الطبية إلى أن بعض الذين استبدلوا قلوبهم بأخرى تغير (هواهم) وحبهم وميولهم؟
الرجل له قلب واحد.. والأنثى لها أكثر من قلب في تركيبتها الفسيولوجية، فاللهم ثبت قلوبنا على دينك يا مُقلب القلوب.
٭ مشاركة عزاء:نشارك عائلة الشحومي الكريمة الحزن والأسى على فقيدهم الغالي الأخ سعود صالح الشحومي، رحمه الله، الذي دفن جثمانه صباح الاثنين في مقبرة صبحان، ضارعين للمولى عز وجل أن يوسِّع مدخله ويُكرم نزله، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة ومنزله الفردوس من الجنة، عظّم الله أجركم وجبر عزاءكم، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
في أمان الله..