[email protected]
الإفتاء برفض المواطن أو الوافد أخذ اللقاح يحتاج إلى فتوى مسؤولة من جهات الاختصاص!
التطرف بالرأي ظاهرة وجدت في كل الأزمنة ولدى كل الشعوب ولا تختص بشعب دون آخر، بل وفيمن يخرجون من ثوب الأديان والطوائف والأيديولوجيات والأحزاب.
نظرة إلى الميديا والتواصل الاجتماعي يفرض علينا السؤال: لماذا يرفض بعض الناس التطعيم؟
التطرف بالرأي والمداحر (أي كثرة الجدال) ظاهرة ممقوتة ومذمومة عند الناس العقلاء والتطرف رأيته في صور كثيرة وعديدة نتيجة ظروف وعوامل كثيرة محيطة ومحبطة للإنسان، وعلى رأسها الجهل والأنانية والرغبة في إثبات الذات والتفرد والإقصاء، وللتطرف ألوان وأشكال، فهناك التطرف الفكري والسياسي والعرقي والمذهبي والعلماني، وأنا أضيف الجائحي!
نظامنا الصحي واضح أنه عاجز عن إقناع كثير من المواطنين بأخذ اللقاح والتطعيم!
الله لا يطوّل كورونا كوفيد 20 - 2021م، فكثير من حولنا يرفضون التطعيم رغم أن (زنودنا) شبعت إبرا ولقاحات وتطعيمات منذ الصغر ومرحلة الشباب والآن في الشيخوخة والهرم!
يقولون إن التطرف لا يظهر إلا في الظلم والتهميش والإقصاء إضافة إلى الأزمات السياسية والاقتصادية والمشاكل الاجتماعية إضافة إلى التجاهل وادعاء العلم بالشيء والإشاعات المفبركة!.. هذا ما رأيناه في تضارب بعض القرارات.
هذه هي أبرز الأسباب التي تقودنا إلى التطرف الجائحي في كل حالاته وصوره وأشكاله وألوانه وأجناسه.. والسؤال: لم لا يطعم اليوم كثير من أبناء شعبنا؟
لنفتح حوارا معهم، فالتطرف بالرأي لا يواجه بالقوة إنما بالرأي والحجة والبيان والعدل والمناقشة العاقلة الغائبة!
٭ ومضة: بدأت تتسع الهوة بين المطعمين وغير المطعمين الرافضين للتطعيم، وواضح أن الدولة باتجاه تطبيق سياستها لحماية المجتمع بمزيد من الإجراءات التي راح تجبر غير المطعم على أن يأخذ اللقاح، والحكومة إن أرادت هي أبخص والأقدر!
المهم ألا يتصاعد هذا الحوار مع ركوب ديكتاتورية التفرد والتسلط ضد التطعيم، لأنه ما وجد إلا لمصلحتنا وطول عمرنا نأخذ التطعيم دون أي تذمر أو رفض، فما الذي حصل؟
٭ آخر الكلام: التطعيم وجد من أجلك وأنت تأخذه بالمجان، وكثير ممن فقدناهم لم يطعموا، والتطعيم لن يمنع عنك الإصابة بكورونا إذا ما تحرزت وتحصنت بما هو معمول به من إجراءات صحية، غير أن الأكيد في التطعيم ألا تذهب الى المستشفى ولا العناية المركزة!
٭ زبدة الحچي: وزارة الصحة مطالبة بحملة وطنية يشارك فيها اختصاصيون في معرفة فائدة اللقاح من عدمها ولا يتقدم لهذا الأمر إلا من يملك الحجة والقدرة على الإقناع، فهؤلاء الرافضون يحتاجون إلى الحوار والنقاش والشاطر من يقنع الآخر بمصداقيته!
إشكالية التضاد والمعارضة وعدم تقبل الرأي والرأي الآخر من البلايا التي ابتلينا بها في الجائحة، خاصة دور (الميديا) في جعل الناس في حالة من الاضطراب والتشويش نتيجة مشاهدتهم مقاطع وفيديوهات مفبركة تثير الشبهات حول اللقاحات وعمليات التطعيم!
إن تصاعد أرقام الإصابات ومن هم في العناية المركزة وتزايد عدد المتوفين يحتاج إلى وقفة!
آن الأوان لقادة المجتمع المدني أن يمارسوا دورهم المفقود في توجيه الناس وتخلصينا من قضية المؤامرة في التطعيم والتصدي لحصار هذه الأفكار التي غيرت مفاهيم بعض الناس عن أهمية أخذ اللقاحات ضد جائحة كورونا قبل أن يتطاير شررها إلى المزيد من الضحايا.. شوفوا لنا حل مع هذا التطرف الجائحي!
وما علاج هؤلاء الذين يرفضون التطعيم؟ إنها قضية تحتاج الى علاج عاجل!
في أمان الله..